وُلدتْ في بداية هذا الشهر نوفمبر 2016 (مؤسسة العقيد عميروش) في ولاية تيزي وزو، وقد فرح لذلك كل وطني محب للغة العربية، لأن عميروش كان المدافع الكبير عن لغة الضاد. وقد تأسفنا كثيرا كيف افتتح إعلان هذه المؤسسة ابن عميروش نور الدين آيت حمودة بكلمة ألقاها باللغة الفرنسية، ومن غير شك فإن عميروش تململ في قبره وهو يستمع لابنه يخطب باللغة الفرنسية بعد 62 سنة من اندلاع ثورة نوفمبر... ونحن نتمنى أن يحاط بهذه المؤسسة محبو اللغة العربية والأمازيغية الشقيقة لها، وأن يبتعد عنها منشطو معاداة اللغة العربية. ولنستعرضْ معا موقف العقيد عميروش من اللغة العربية: قبل الثورة وفي 1950 كان عميروش قطبا من أقطاب مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في باريس مع الربيع بوشامة، يعمل على نشر المدارس التي تعلم للمغتربين اللغة العربية ومبادء الإسلام الصافي. يروي محمد الصالح صديق أن العقيد عميروش قال له والثورة قائمة ما يلي: “إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة و الشارع و سائر ميادين الحياة، من و اجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة لأنها لغة دينه و لغة قرآنه ” . ويشهد الشيخ الطاهر علجت وغيره بأن العقيد “في غضون عام 1958 أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة و تدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، و قد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية” العقيد عميروش في الشعر العربي أعتز بأنني السفير الوحيد الذي جمع شعر ثورة نوفمبر في البلدين الذين عملت فيهما سفيرا العراق وسورية حيث جمعت 454 قصيدة نظمها 171 شاعر وشاعر عراقي وسوري منهم الشعراء الكبار كالجواهري العراقي وسليمان العيسى السوري. وقد تغنى الشعراء العرب بأبطال زواوة في الثورة الجزائرية، فشاعر عراقي تأثر بسيرة عميروش وكيف كانت تصفه الصحافة الفرنسية بذئب الجبل، فقال قصيدة في استشهاده. ونحن نلفت انتباه الإخوة القبائل كيف كان الشعراء العرب بتابعون بطولاتهم في ثورة نوفمبر التي افتخر بها كل عربي. قصيدة عميروش "ذئب الجبل" للشاعر العراقي كاظم جواد* مات وفي عينيْه شيءٌ من لهيب المعركهْ مات ووهرانُ سماءٌ لم تزل مُحْلَوْلَكَه الخوفُ، والطاعونُ، والحصارُ، والمآثمْ والليلُ، والفئْرانُ، والحديدُ، الشَّراذِمْ مات على السفحِ وحيدًا يحضُن البريقْ في مقلتيه يُسكب الحريقْ من شفتيه، مات في الطريقْ يحلم بالجبلْ والشمسِ، والنسورِ، والسلاحِ، والعملْ عَميروشْ عميروش هل تسمع الجيوشْ؟ تهبط من معاقل الأوراسْ وجرجرهْ والتلولْ لتزرعَ السهولْ بديلَ كل جُزمة وقنبلهْ شُجيْرةً وسُنبلهْ *الثورة الجزائرية في الشعر العربي (العراق) عثمان سعدي، صفحة 615 ، الجزائر نشر وزارة الثقافة طبع دار الأمة 2014