يعتمد سكان منطقة أدرار منذ القدم على استغلال مياه الفقارة في سقي أراضيهم الفلاحية وحتى في شربهم، ما جعل الفقارة لها مكانة خاصة عند أهالي هذه المناطق بالجنوب، والتي يطالب أصحاب هذا الإرث الثقافي والحضاري بضرورة تدعيمه للحفاظ عليه، وذلك من خلال تخصيص برامج تنموية لإعادة الاعتبار لها، بداية من صيانتها ورفع منسوب مياهها لتواصل عملها ونشاطها المتمثل في سقي آلاف البساتين بالقطاع التقليدي بمختلف بلديات الولاية أدرار التي تحوي أزيد من 900 فقارة من بينها 600 فقارة حية والبقية ماتت وذهب ماؤها لعدة أسباب. الحاج أحمد أحد ملاك الفقارة بمنطقة توات بأدرار يقول إن عمل الفقارة يكون خلال فترة الصيف طيلة 04 أشهر التي يتم خلالها تنظيف الفقارة وتسريح مياهها قصد الرفع من منسوب مياهها، ووجه الحاج أحمد الذي قضى عمره في خدمة الفقارة نداء للشباب قصد الاهتمام بهذا الموروث الثقافي والحضاري، كما يطلب دعم الدولة في تدعيم هذه الفقارات بالطاقة الكهربائية وذلك لضمان طول عمرها. لقد كان نظام السقي الفقارة في الأقاليم الصحراوية جنوبالجزائر ولا يزال - أحد أهم وأغرب أنظمة الري التقليدية في العالم، والتي وقف عندها المؤرخون والذين من بينهم رحالة العرب ابن خلدون ومن قبله الرحالة العجم بكثير من التعجب والدهشة. وبنظام الفقارة استطاع الإنسان التواتي بمنطقة الجنوب أن يلبي احتياجاته الفلاحية، بل امتدت يده إلى تصدير منتوجاته إلى بلدان السودان حسب وصف ابن خلدون في كتابه، لكن اليوم تراجع الاهتمام بها جعل مردودها أيضا ينقص بكثير فإلى متى يا ترى يبقى هذا الإرث في طي النسيان.