أوفدت، الخميس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلين عنها للتحري في حادثة الاعتداءات الدامية التي وقعت ليلة الاثنين الفارط، داخل الإقامة الجامعية بلقايد 2 في وهران، وخلفت إصابات متفاوتة استهدفت كل من وجدتهم في طريقها، إلى جانب تداعيات أخرى كرد فعل من الطلبة المقيمين الذين لا زالوا تحت وقع الصدمة، لاسيما أنهم لم يتعرفوا بعد على هوية المقتحمين وأهدافهم، والتحقيق الأمني في هذا الشأن لا يزال مفتوحا وفي طور السرية. أعلن طلبة المدرسة التحضيرية للعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير في وهران عن رفضهم العودة إلى مدرجات الدراسة، وأعلن المقيمون منهم مقاطعة الحي الجامعي المخصص للذكور بمنطقة بلقايد، وهذا عقب حادث الاعتداء الذي استهدف هذه الأخيرة، وزرع الرعب واللا أمن داخل الإقامة من طرف عصابة مجهولة كانت مدججة بالأسلحة، وأسقطت عددا من الجرحى في صفوفهم، منهم مقيمين حملوا أغراضهم، وقرروا العودة إلى ولاياتهم وديارهم من دون رجعة ولا تفكير في مستقبلهم الدراسي، أو الاتصال بزملائهم في المدرسة وسرد ما حصل لهم في تلك الليلة، وهو ما أثار العديد من نقاط الاستغراب والتعجب في صفوف بقية الطلاب، ودفعهم إلى الفرار الجماعي من حيهم الجامعي، واللجوء إلى مدرجات وقاعات المدرسة التحضيرية للمبيت فيها. كما لاقى هؤلاء مساندة من طرف زملائهم الخارجيين وأيضا نزيلات إقامة الإناث وطلاب علوم التكنولوجيا والمدرسة العليا للهندسة الكهربائية والطاقة، ما ساعد على اتساع رقعة الاحتجاج، بعدما قرر الجميع التوقف عن الدراسة، إلى غاية تحقيق مطلب المقيمين المتضررين، الذين يقارب عددهم 500 طالب، بترحيلهم العاجل إلى الإقامة الجامعية C3 بإيسطو، وهي التي يرونها حاليا الأنسب بالنسبة إليهم، خاصة أنها غير مشغولة ومغلقة منذ حوالي 5 سنوات، مبدين استعدادهم لتحمل كافة النقائص التي فيها على العودة مجددا إلى إقامة بلقايد التي ما عادوا يستأمنون على أرواحهم فيها، خاصة وأنهم يؤكدوا على الفلتان الأمني وضعف الحراسة فيها حتى في وجود القلة القليلة من أعوان الأمن المخصصين لها، والذين انتقد الطلبة أداؤهم خلال الهجوم.