باشرت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية سكيكدة، بمعيّة عناصر فرقة الدرك الوطني لبلدية بني بشير شرقي الولاية، جملة من التحريّات والتحقيقات، حول شكوى تقدّمت بها عائلة مخناش القاطنة على مستوى حي علي عبد النور، ببلدية بني بشير، مفادها اختفاء غامض لابنتهم "إيمان" البالغة من العمر 20 سنة، وهي عروس على وشك دخول بيت الزوجية. وقالت والدة إيمان السيدة عائشة، حول حكاية الاختفاء الغامض التي تقول العائلة بأنها عملية اختطاف كاملة الأركان، بأنها تعود لعشية يوم الثلاثاء من بحر الأسبوع الفارط، عندما نزلت الشابة "إيمان" رفقة والدتها لوسط مدينة سكيكدة، قصد اقتناء بعد الحاجيات المتعلقة بجهاز عرسها، المرتقب بعد أقلا من شهر من الآن، وهنا ألتقت بإحدى قريباتها التي راحت تتسوق معها، على أن تلتقي بعد ساعتين مع والدتها أمام مسجد ابن باديس على مستوى حي مجيد لزرق بوسط المدينةسكيكدة، غير أن "إيمان" خالفت الموعد، وعند تأخرّها أتصلّت بها والدتها في هاتفها النقال، غير أنه رنّ لمترين دون ردّ، ثم أغلق نهائيا، ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر لها أيّ أثر، وفي اليوم الموالي، تلقت الوالدة كما تقول في اتصال هاتفي مع الشروق، تلقت رسالة نصية من رقم الهاتف النقال لابنتها ايمان تقول فيها المعنية لوالدتها بأنّها بخير وتطلب منها عدم القلق، لأنها متواجدة مع صديقة لها، ولم تذر لا المكان ولا زمان العودة، وتضيف السيدة عائشة، بأنها أدركت سريعا بأن من كتب الرسالة ليست ابنتها لأن محرر الرسالة كتب بلغة فرنسية ركيكة، وقالت مصادر الشروق بأن العائلة توجهت فور ذلك لعناصر الأمن الوطني، أين قاموا بإبلاغهم بما حصل، وبعد إشعار السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة الابتدائية بحيثيات القضية، أمر بفتح تحقيق في الموضوع، تمّ من خلاله استدعاء عدة أطراف ومراقبة هاتف الضحية وهواتف كلّ من لهم علاقة بالموضوع، وأضافت مصادر الشروق، بأن خطيب الضحية تلقّى اتصالا من أحد الأشخاص من ولاية جيجل، مفاده أنّ الضحية قامت بكتابة إعلان استغاثة ذيلتّه برقم هاتف خطيبها، وبعد إبلاغ مصالح الأمن، تحرّكت ذات الجهات على الفور، لعين المكان، وتبين بأنّ الخط الذي كتب بها النداء، يتطابق مع خطّ الضحية، وتبين من خلال التحريات الأولية بأن مكان إرسال الرسالة النصية لوالدتها تم تحديده على مستوى ولاية عين الدفلى، كما أنّ مصالح الأمن تحقق في تعرض حساب الفايسبوك لشقيقة الضحيّة للقرصنة، عندما أعلنت من خلاله عن اختفاء شقيقتها طالبة المساعدة من المواطنين الذين يمكن أن يروها أو تصادفهم، وبينما تتواصل التحريّات والتحقيقات في هذه القضية الشائكة والمشبوهة والغامضة والمحيرّة، تبقى عائلة مخناش ببلدية بني بشير في حيرة كبيرة من أمرها، فبين ليلة وضحاها، أنقلبت الأفراح والتحضيرات لحفل الزفاف المزمع قريبا، إلى أجواء من الحزن والأسى على اختفاء ابنتهم إيمان، وقالت السيدة عائشة والدة إيمان بأنهم كانوا يحضرون لحفل زفاها في أجواء من الفرح والسرور، ولم يظهر على ابنتها أية علامات للقلق أو اضطرابات، وبأنها لم تكن تعاني من أي ضغوط تدفعها لمغادرة المنزل.