قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن قوات النظام السوري انتزعت السيطرة على كل أنحاء حلب القديمة من يد المعارضة وذلك في إطار تقدم شهد خسارة المعارضة لحوالي ثلثي معقلها الحضري الرئيسي خلال الأسبوعين الأخيرين. وكانت قوات الجيش والقوات المتحالفة معها قد بدأت دخول المدينة القديمة، يوم الثلاثاء، وبدت أقرب من أي وقت مضى من تحقيق أهم نصر لها خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات بإخراجها المعارضة المسلحة من القطاع الشرقي المحاصر من المدينة. وقال المرصد، اليوم (الأربعاء): "كانت قوات النظام تمكنت يوم أمس من إحراز تقدم واسع في القسم الشرقي من مدينة حلب بغطاء من القصف المدفعي والجوي المكثف الذي خلف عشرات الشهداء والجرحى وأجبر مئات العائلات على النزوح من مساكنها إلى مناطق بعيدة عن العمليات العسكرية، لتفرض قوات النظام سيطرتها على كامل أحياء حلب القديمة ومنطقة المسجد الأموي". وقال مسؤول بأحد فصائل المعارضة ومقيم في تركيا لوكالة رويترز للأنباء، إن القوات الحكومية سيطرت على جزء من المدينة القديمة وليس كاملها. وأكد مصدر عسكري، يوم الأربعاء، أن الجيش السوري دخل مدينة حلب القديمة. من جهة أخرى، أفاد المرصد، أن عدد الأشخاص الذين نزحوا من أحياء حلب الشرقية منذ بدء هجوم قوات النظام السوري عليها في منتصف نوفمبر تجاوز الثمانين ألفاً. وهؤلاء نزحوا إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية وإلى المنطقة التي سيطر عليها الأكراد، بينما هناك آخرون نزحوا داخل المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وكان عدد قاطني الأحياء الشرقية قبل الهجوم مقدراً بأكثر من 250 ألفاً. واستعادة السيطرة الكاملة على حلب التي كانت أكثر المدن السورية سكاناً قبل الحرب ستعطي دفعة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد في الصراع المتعدد الأطراف. وأسفرت الحرب عن سقوط مئات الآلاف من القتلى وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد وسببت أسوأ أزمة لاجئين في العالم.