الاحترام المتبادل، نعم..أما غير ذلك..فلا اعتبر المؤرخ ورئيس جمعية 08 ماي محمد القورصو في تصريح للشروق اليومي أن اختيار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعشية الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا لعقد اجتماع إعلان انطلاق مشروع الأورو المتوسطي، بغير البريء ويحمل دلالات رمزية سياسية، على اعتبار أن الرئيس الفرنسي، اعتاد على مثل هذه الأمور. * وثمن القورصو تحفظ الجزائر المشاركة في هذا اللقاء، حيث أكد بأن الجزائر فهمت جيدا الأمور، مضيفا أن فرنسا تعطي أهمية كبيرة لما يسمى بالرمزية السياسية، كما حدث مع الزيارة التي قام بها ساركوزي لفرنسا، حيث تحمل هذه الزيارة حسب السيد القورصو أكثر من دلالة، إذ أنها تزامنت مع عدم تمكن المغني الفرنسي أنريكو ماسياس زيارة موطنه الأصلي، وكذا محاولة إعطاء دلالة سياسية للأحداث التي عرفتها قسنطينة سنة 1934 إثر المواجهات التي جمعت بين المسلمين واليهود أدت الى سقوط عشرات الضحايا في صفوف اليهود، مذكرا أيضا بالزيارة التي قام بها السفير الفرنسي باجولي لمدينة ڤالمة عشية الاحتفال بذكرى مجازر 8 ماي 1945. * في نفس الوقت اعتبر المؤرخ محمد القورصو مشروع ساركوزي بامتداد للمشروع الذي طبقه نابليون في بداية القرن الثامن عشر، والذي أراد أن يجعل من البحر الأبيض المتوسط بحيرة تقع تحت نفوذ فرنسا الاستعمارية، وتربط بين مستعمراتها وأوروبا، إلا أن المشروع حسب المتحدث سيجد عقبات كبيرة بسبب التشويش الذي قد يتعرض له بدخول عدد من الدول الأوروبية. * وانتقد في الأخير السيد القورصو مشروع الأورو متوسطي معتبرا إياه بمحاولة جلب دول عربية كسوريا والجزائر للتطبيع مع إسرائيل، من خلال فرض الأمر الواقع على عدد من الدول العربية، والإيهام بأن هذا المشروع خيار استراتيجي لا مفر منه.