استنكر المؤرخ محمد القورصو، أمس، التصريحات التي شككت في عدد الشهداء ، وأكد أن الثورة التحريرية غير قابلة للتقزيم من أي شخص ومن أي جهة كانت، داعيا إلى توظيف تاريخ الثورة في الإشعاع الثقافي، وفي سياق منفصل، طالب القورصو الحكومة بالإصغاء إلى الإشارات التي بعث بها الجزائريون الذين شجعوا الفريق التونسي ضد الفريق الفرنسي يوم الثلاثاء الفارط. طالب رئيس جمعية 8 ماي 1945 السابق في اتصال هاتفي بتجاوز الخطاب الذي يطعن ويشكك في الثورة الجزائرية، داعيا إلى إجراء مزيد من البحوث التاريخية للتعريف بالثورة التي سمع صداها في كل أرجاء العالم، إلى جانب توظيف التاريخ في الإشعاع الثقافي. ورفض المؤرخ كل محاولة تهدف إلى مس الثورة الجزائرية من أي شخص ومن أي جهة كانت، معتبرا ما جرى تحت قبة البرلمان خلال مناقشة القانون المالية 2009 من قبل النائب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" الأرسيدي" نور الدين ايت حمودة الذي راح يطعن في عدد الشهداء الأبرار لا تخرج عن نطاق المساومة السياسوية، وقال "يؤسفنا أن يكون دم الشهداء محل مساومة سياسوية". وبخصوص الضجة التي أعقبت المقابلة الرياضية بين المنتخبين الفرنسي والتونسي التي جرت يوم الثلاثاء الفارط إثر صفارات الاستهجان التي أطلقها مشجعو الفريق التونسي والتي استدعت عقد اجتماع من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رغم انشغاله بالقمة الأوروبية حول الأزمة المالية العالمية، اعتبر الدكتور القورصو أنها إشارات قوية يجب الإصغاء إليها، داعيا السلطات الجزائرية إلى التكفل بانشغالات الجالية التي تقيم بالخارج باعتبارها قوة فاعلة. في هذا السياق، أوضح رئيس جمعية 8 ماي 1945 السابق أن على الحكومة العمل من أجل تشجيع أرباب العمل من أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا لاستثمار أموالهم في الوطن الأم، إلى جانب إتاحة الفرصة توظيف مهارات ومعارف وخبرات الإطارات والباحثين الجامعيين. وفسر المؤرخ صفارات الاستهجان من قبل المشجعين المغاربة أن أبناء الجالية المغاربية تعيش وضعية سيئة في فرنسا، لهذا عبروا من خلال هذا التصرف عن سخطهم على النظام الفرنسي الذي يعمل على تهميشهم وإقصائهم. وبالمقابل، أكد الدكتور القورصو على ضرورة احترام أي نشيد وطني مهما كان البلد باعتباره مبدأ مقدس من جهة ووجود عدد من الجزائريين يحملون الجنسية الفرنسية من جهة أخرى.