توعد وزير الخارجية رمطان لعمامرة المملكة المغربية، السبت، برد مناسب من قبل الأفارقة، في قمة الإتحاد نهاية جانفي القادم، ردا على ما أسماها مساعيها لتشتيت صفوفهم. واتهم لعمامرة، الرباط دون أن يذكرها، في تصريح له على هامش ملتقى حول السلم بإفريقيا بوهران "بمحاولة تشتيت صفوف الإتحاد الإفريقي خلال القمة الإفريقية العربية الأخيرة لمالابو". وأوضح "الاتحاد الإفريقي الذي يعد لسان حال الشعوب الإفريقية وتطلعاتها، وشريكا موثوقا وذي مصداقية للمجتمع الدولي وهذا يرجع إلى حد كبير إلى تماسك ووحدة أعضائه". وحسبه "هذه المحاولة، تعكس من جهة التهديدات التي تتربص بالاتحاد الإفريقي، التي تستهدف حتى وحدته وكذا العزيمة القوية للدول الأعضاء للمحافظة على تماسك هذا المنظمة القارية". وشدد لعمامرة أن "القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي، ستكون فرصة مناسبة لتأكيد وحدة المنظمة". ومنذ أيام صرح مصدر دبلوماسي رفيع ل "الشروق" بأن طلب انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لن يتحقق على الإطلاق، بالنظر إلى عدة عوامل، تتعلق بمبادئ الاتحاد من جهة، وبمواقف رسمية ومواد في الدستور المغربي تعبر صراحة عن أطماع توسعية، من جهة أخرى، وتتعارض مع المبادئ التأسيسية لمنظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي لاحقا. ويعد تصريح لعمامرة، أول رد فعل منه على قرار المغرب ومعه دول عربية، الانسحاب من القمة العربية –الإفريقية، التي جرت بغينيا الاستوائية في 23 نوفمبر/ الماضي، احتجاجا على مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية العضو المؤسس للإتحاد. وحرص بيان القمة، على تأكيد تمسك أعضاء الإتحاد الإفريقي بعضوية الجمهورية الصحراوية في رسالة إلى المغرب. وأعلنت الرباط الصيف الماضي، نيتها العودة إلى المنظمة التي غادرتها عام 1984 احتجاجا على عضوية الصحراء الغربية مشترطة "طرد" الأخيرة منها مجددا. وأودعت في سبتمبر الماضي طلبا رسميا للانضمام لدى مفوضية الإتحاد الإفريقي، وقال وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار منذ أيام، أن الطلب لم يتضمن شرط خروج الجمهورية الصحراوية وهو ملف بين يدي الأممالمتحدة. ويأتي تراجع الرباط عن شرطها، بعد إعلان الدول الإفريقية رفضها القاطع لمناقشة مسألة عضوية الجمهورية الصحراوية، بشكل دفعها إلى تغيير إستراتيجيتها نحو تأجيل "مطلبها" إلى غاية دخول أروقة المنظمة، وهو ما يشكل وفق مراقبين من القارة تحديا آخر لوحدة الإتحاد بعد انضمام المملكة. وكثفت الرباط خلال الأشهر الأخيرة من تحركاتها داخل القارة السمراء، في شكل زيارات للملك محمد السادس وإعلان مشاريع كما سارعت لوضع إجراءات لفائدة المهاجرين الأفارقة، من حيث إعلان إدماجهم وتقديم مساعدات لآخرين رحلوا من الجزائر في محاولة لكسب ود الأفارقة. وبالتزامن مع ذلك، توجد قبضة حديدية بين المغرب ومفوضة الإتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، التي اتهمها بتعطيل تسليم طلب انضمامه للمنظمة للدول الأعضاء تحسبا لقمة أديس بابا المقررة نهاية جانفي القادم كموعد للنظر فيه. وردت مفوضية الإتحاد الإفريقي منذ أيام، على اتهامات المغرب، بالتأكيد أن طلب الرباط وزع على الأعضاء ال 54 وهي تنتظر ردودهم للنظر فيها وبالتالي فهي غير معنية بمسألة تأخر العملية.