دخلت أزمة ندرة لقاحات الرضع وأدوية الأمراض المزمنة منعرجا خطيرا، حيث تجاوز تماطل المؤسسات الاستشفائية الجوارية تلقيح الرضع حديثي الولادة ضد التهاب الكبد الفيروسي أربعة أسابيع بعد تأخر معهد باستور الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بالتفاوض مع المخابر العالمية في إاتمام صفقات استيراد الكميات المطلوبة، ما يرهن حياة 700 ألف رضيع، في حين تضاعفت آلام الأشخاص المصابين بأمراض السل نتيجة ندرة الأدوية الموجهة لمرضى السل. وأوضح الدكتور محمد بقاط بركاني عميد الأطباء الجزائريين أن الاضطرابات الإدارية التي شهدها معهد باستور الجزائر خلال مطلع السنة الجارية وإقالة المدير العام للمعهد وشغور منصبه لعدة أسابيع عطّل من عملية تقديم الجزائر لطلبيتها من اللقاحات الضرورية لدى المخابر العالمية، خاصة وأن معهد باستور الجزائر الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بالتفاوض مع المخابر العالمية واستيراد اللقاحات ومراقبتها. وأشار الدكتور بركاني إلى أن الزّج بمعهد باستور وجميع المؤسسات ذات الصلة في صفقة لقاحات أنفلونزا الخنازير وتناسي تموين الصيدلية المركزية والمؤسسات الاستشفائية الجوارية باللقاحات الموجهة للرضع خاصة حديثي الولادة والتي لا تقل أهمية عن لقاحات أنفلونزا الخنازير وتشهد طلبا عالميا أكبر أزّم الوضعية أكثر، بالإضافة إلى شلّ إضراب الأطباء للمؤسسات الإستشفائية الجوارية، ما يرهن حياة الرضع حديثي الولادة لعدم تلقيهم تلقيحات ضرورية خلال الفترة المحددة للتلقيح. وقال المتحدث أن نفس الأزمة والمعاناة يعيشها ذوو الأمراض المزمنة خاصة المصابون بداء السل في ظل الندرة الحادة للأدوية المعالجة للداء والموزعة مجانا على المرضى في ظل استراتيجة الدولة التكفل بذوي الأمراض المزمنة إلا أن الخلل التنظيمي أدخل المصابين بالسل في مواجهة حتمية مع الموت البطيء. و من جانبه أكد البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لتطوير البحث وترقيته أن ثغرات تموين الجزائر باللقاحات الضرورية ستؤثر على الرضع و أيضا على إستراتيجية التلقيح بصفة عامة على المدى البعيد، داعيا الجهات الوصية لاستدراك التأخر بصفة استعجاليه و إنقاذ حوالي 700 ألف رضيع و إرساء إستراتيجية وطنية على مستوى تخزين اللقاحات الضرورية وأدوية الأمراض المزمنة بصفة تؤمن الجزائر من أي أزمة مماثلة مستقبلا.