الحرقة تنبعث من جديد الضحايا ينحدرون من أحياء سيدي الهواري، سان بيار والدرب علمت الشروق اليومي من مصدر موثوق، أن 8 حراڤة من مدينة وهران تم فقدانهم في عرض البحر خلال اليومين الماضيين، بعد انطلاقهم ضمن فوج يضم 10 مهاجرين سريين من أحد شواطئ المدينة، يوم الأربعاء أو الخميس الماضي. وقال المصدر ذاته، إنه تم إنقاذ مهاجرين اثنين، وُجدا في حالة يرثى لها، يصارعان الموت بين الأمواج، عقب تلقي اتصالات هاتفية من طرف عائلات الحراڤة، في حين تم إطلاق حملة كبيرة للبحث عن ثمانية آخرين لم يظهر عنهم أي أثر حتى كتابة هذه الأسطر. * الحراڤة العشرة ينحدرون حسب المصدر، من أحياء شعبية غارقة في الفقر والميزيرية، هي سيدي الهواري، الدرب وسان بيار، علما أنّ الخوف سكن قلوب وأفئدة عائلاتهم بعد شيوع خبر انقلاب الزورق المطاطي الذي كانوا على متنه، حيث يرجح أنه انقلب بهم على بعد مسافة كبيرة في البحر، ما لم يسمح للبعض بالسباحة أو مقاومة البرد والأحوال الجوية المتقلبة التي تعرفها المدينة منذ حوالي أسبوع كامل. * ويأتي خبر فقدان هؤلاء الحراڤة، ليحرك القضية مجددا، بعد فترة طويلة استمرت أشهرا كاملة، لم تعلن فيها المصالح المختصة عن أي محاولات للهجرة السرية، وهو الأمر الذي تم ربطه من طرف حراس السواحل والدرك بالإجراءات الأمنية المكثفة عند الشواطئ في الوقت الذي قال عنه متابعون أنه يرجع إلى حالة الهستيريا الكبيرة من الفرح التي صنعتها كرة القدم والفريق الوطني وسط الشباب، ليس في وهران وحدها، بل في كل ولايات الوطن. * الكشف عن فقدان ثمانية حراقة، وانطلاق شكوك تتحدث عن موتهم غرقا حتى إثبات العكس، يحدث موازاة مع احتضان المدينة لحدث اقتصادي كبير، هو قمة الغاز العالمية، التي تم صرف 500 مليون أورو من أجل تحضيرها، وهو المبلغ الذي انتقدته بعض الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني، قائلة إنه لو تم صرفه على مشاريع سكانية أو للقضاء على البطالة، لما كان البحر يصدر مزيدا من الحراڤة الأموات بشكل يومي.