تشهد أسعار مختلف أنواع المكسرات والفواكه الجافّة ومستلزمات الاحتفال بعيد "الناير" خلال هذه الأيّام، ارتفاعا جنونيا على مستوى مختلف أسواق ولايات الوطن، بسبب موجة رفع الأسعار التي صاحبت تطبيق قانون المالية 2017، إضافة إلى استيراد أغلب هذه السلع وعدم إنتاجها محليّا. لن تتمكّن كثير من العائلات الجزائرية من الاحتفال بعيد "الناير" الذي يتزامن مع 12 من شهر جانفي من كلّ سنة، بعدما كانت لا تستغني عنه في مثل هذه المواعيد من كلّ سنة، حيث تعتزم الكثير منها مقاطعة مظاهر الاحتفالات لأسباب متعلّقة بانهيار القدرة الشرائية والارتفاع الهائل في الأسعار على مستوى الأسواق والمحلاّت التجارية سواء المتخصّصة في بيع المكسّرات والفواكه الجافّة أم الموسمية، وقد تمّ تسجيل ارتفاع غير مسبوق في الأسعار في أسواق الوطن، من ذلك أنّ الجوز يفوق ثمنه 2000 دج للكيلوغرام والفستق والبندق ما بين 3 و4 آلاف دج والفول السوداني 800 دج، والتين المجفّف 1000 دج، وهي التي تستعمل حسب عادات الجزائريين في الاحتفالات الخاصّة بالناير. كما يمس الغلاء الفواكه مثل البرتقال التي لا يقّل سعرها في الأسواق عن 150 دج للكيلوغرام، و"حلوة الترك" التي يفوق سعرها 300 دج لكلّ 100 غرام، إضافة إلى اللحوم البيضاء التي لم تنزل عن سقف 300 دج للكيلوغرام بالنسبة للدواجن و600 دج بالنسبة للديك الرومي، أمّا البيض فقد بلغت أسعاره أكثر من 15 دج للحبّة، كما شملت الزيادات مختلف أنواع الخضر مثل الفول الذي يصل سعره إلى 100 دج والطماطم إلى 120 دج والبطاطا إلى 80 دج، وتعتبر كلّ هذه المستلزمات ضرورية في الاحتفالات بعيد الناير السنوي، لكنّ مقاطعتها أصبحت ضرورة حسب الكثير من العائلات التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي بسبب انهيار القدرة الشرائية وموجة الغلاء الفاحش التي طالت كلّ شيء، إذ يظهر التقشّف في جميع مناحي الحياة، ويؤكّد التجّار بالأسواق والمحلاّت بدورهم تراجع الطلب على المكسّرات بسبب ارتفاع أسعارها مرجعين ذلك إلى تجّار الجملة الذين يستوردونها من الخارج، وهو ما جعل الكثير من الباعة الفوضويين والموسميين يبتعدون عن هذا النوع من التجارة جرّاء ارتفاع الأسعار وعدم رواجها.