اتفقت الدول المشاركة في مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط على عدم الاعتراف بأية خطوات أحادية تؤدي إلى عرقلة جهود السلام، فيما رفضت بريطانيا التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي انعقد في العاصمة الفرنسية، يوم الأحد 15 يناير/كانون الثاني: "يدعو المشاركون (في مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط) طرفي الصراع إلى التأكيد من خلال سياستهما وأفعالهما تمسكهما الخالص بحل الدولتين والامتناع عن اتخاذ أية خطوات أحادية يمكن أن تؤثر على سير المفاوضات، بما فيها، مفاوضات حول القدس والحدود والأمن واللاجئين". وشدد البيان على أن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة "تتعايش مع إسرائيل جنبا إلى جنب". ودعت الدول المشاركة في المؤتمر طرفي النزاع إلى "برهنة تمسكهما بحل الدولتين وذلك من خلال اعتماد سياسات وأفعال واضحة تدعم هذا الحل". وأعرب المجتمعون عن ترحيبهم "بكل أشكال التعاون بين اللجنة الرباعية وجامعة الدول العربية وباقي المكونات التي تعمل على أهداف هذا البيان". كما أكد المشاركون استعدادهم لعقد اجتماع لاحق قبل نهاية العام الجاري لدعم الطرفين في التوصل إلى حل الدولتين عبر المفاوضات ولمتابعة الجهود التي سيبذلها الفلسطينيون والإسرائيليون نحو ذلك. وشدد البيان على أهمية مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في العام 2002 "كأساس واضح لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وأشار البيان إلى أهمية تسوية الوضع الإنساني في قطاع غزة. بريطانيا تتحفظ وترفض التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر باريس أعربت السلطات البريطانية عن تحفظها على نتائج مؤتمر السلام في باريس ورفضت التوقيع على البيان الختامي الصادر عنه باعتبر أنه سيؤدي إلى "تشديد المواقف"، وفقا لوكالة "رويترز". وقالت الخارجية البريطانية، الأحد: "لدينا تحفظات معينة تجاه المؤتمر الدولي.. في الواقع إنه يأتي ضد رغبة الإسرائيليين وقبل أيام فقط من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، علما بأن الولاياتالمتحدة الضامن النهائي لأي اتفاق". واعتبرت بريطانيا أن "أفضل الوسائل للتوصل إلى الحل هو العودة إلى المفاوضات الثنائية". وأشارت الخارجية إلى أن بريطانيا شاركت في المؤتمر "بصفة دولة مراقبة" ولم توقع على البيان الختامي. ايرولت: إهمال حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيكون في مصلحة التطرف وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرولت، للصحفيين عقب مؤتمر باريس ضرورة اعتماد حدود 1967 وحل الدولتين، محذرا من أن إهمال حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "سيصب في مصلحة التطرف". وأضاف ايرولت أن هدف المؤتمر تحضير أرضية للحوار المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين فضلا عن إقناع الإدارة الأمريكية القادمة بأن السلام في الشرق الأوسط أمر ممكن وبأن الجميع يريد السلام. وقال: "البعض يقول إنه يجب إعطاء أولوية لسوريا والعراق.. لكن يجب ألا ننسى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن واجبنا العمل على إيجاد حل له". وشدد على أنه "إذا لم يتم التوصل للسلام، فسيبقى الوضع الأمني في إسرائيل هشا"، مؤكدا تمسك المشاركين في المؤتمر ب"أمن إسرائيل". وقال: "أنا أقول بوضوح بأننا أصدقاء لإسرائيل". وتعهد بأن الاتحاد الأوروبي سيخصص "استثمارات ضخمة" في المنطقة في حال توصل الطرفان إلى السلام.