نطقت، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سيدي بلعباس، بحكم الإعدام في حق ثلاثة متهمين في قضية اغتصاب وقتل الطفل شعيبي ميلود بدائرة ابن باديس، من بينهم المتهم الرئيسي في قضية قتل الطفل غنيم محمد نجيب، الذي تمت تصفيته بنفس الطريقة، بينما برأت ساحة شقيقين تم توقيفهما بعد اكتشاف جثة الضحية. وكانت الجريمة التي هزت سكينة مدينة ابن باديس، و شغلت الرأي العام المحلي والوطني، قد اكتشفت بعد ثلاثة أيام من اختفاء الضحية شعيبي ميلود البالغ من العمر 14 سنة في ظروف غامضة، قبل أن يتم العثور على جثته مرمية وسط كيس بلاستيكي، غير بعيد عن مسكنهم العائلي الواقع بحي كاسطور وسط دائرة ابن باديس، وكانت عملية تشريح جثة الضحية، قد كشفت أنه تعرض لعملية اغتصاب وحشي بالتداول، وتمت عملية تصفيته خنقا بعدما قيد من اليدين والرجلين. وبناء على ذلك، باشرت مصالح الأمن تحرياتها بالاعتماد على أحدث التقنيات، بما فيها تحاليل الحمض النووي، قبل أن يتم توقيف ثلاثة أشقاء وشريك رابع، بينما ظل خامس المشتبه فيهم مجهولا، إلى أن فك لغز ثاني جريمة التي راح ضحيتها الطفل غنيم محمد نجيب البالغ من العمر 7 سنوات، الذي تعرض لنفس طريقة القتل بعد أقل من شهرين عن ارتكاب الجريمة الأولى، ليتبين أن المتهم الرئيسي البالغ من العمر 47 سنة و يعمل كبناء، هو خامس المتهمين في القضية الثانية، ويكون قد اقترف نفس الفعل في حق الطفل شعيبي ميلود، الذي تم استدراجه لإحدى المحلات التي ظل يستغلها الأشقاء الثلاثة كمسكن، أين تم الإعتداء عليه جنسيا بالتداول، إلى أن أغمي عليه، ما دفع بالفاعلين لتصفيته خنقا والتخلص من جثته وسط كيس بلاستيكي الذي تم رميه بالقرب من المحل. كما كانت التحريات، قد كشفت أن أحد المتهمين الذي قام باستدراج الضحية إلى مكان الإعتداء، يعتبر صديق العائلة، وشارك في مراسيم جنازة المرحوم، قبل أن ينكشف أمره، ويفصل في قضيته من طرف محكمة الجنايات، في جسلة دامت إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، أين تم الحكم عليه بالإعدام، وهو الحكم نفسه الذي أصدرته هيئة المحكمة في حق المتهم الرئيسي (البناء)، وأكبر الأشقاء الثلاثة، بينما برأت ذات المحكمة ساحة الشقيقين الآخرين من التهم التي نسبت إليهما . وكانت والدة الطفل في اتصال ب"الشروق"، قد جددت مطالبتها بتنفيذ القصاص في حق قاتلي أصغر أبنائها، بعدما وجدت أن الفاعلين حولوا حياتها إلى جحيم، و لا يمكن أن ترى من حرموا ابنها من العيش أحياء يرزقون، مضيفة أنها أجبرت على تغيير مكان إقامتها، حتى تبتعد عن المكان الذي رميت فيه جثة فلذة كبدها.