فكّت مصالح الدرك بولاية الطارف، عصر الثلاثاء، لغز جريمة قتل الضحية السبتي مناصر، المعروف باسم جمال، صاحب الستين عاما، الذي وجدت جثته مساء السبت الماضي مدفونة في مكان معزول وقد نهشتها الكلاب المتشردة، وكان قد اختفى في الثاني من الشهر الحالي، عن الأنظار، قبل أن تكتشف جثته في حي بوثلجة صالح ببلدية الشط بولاية الطارف. حيث أكدت مصادر عليمة ل"الشروق"، مساء الثلاثاء، بأن الجاني هو المدعو وليد، البالغ من العمر 28 سنة، الذي يدين للضحية بسبعة ملايين سنتيم، عجز الضحية بسبب حالته الاجتماعية الصعبة عن ردّها، وشاركه في الجريمة من دفن وإخفاء لأداة الجريمة، ثلاثة من أشقائه وزوجته وشقيقته، الذين تم التحقيق معهم للاشتباه في المشاركة في الجريمة الشنعاء، بينما مازال الجاني في حالة فرارة رفقة سيارة "أكسنت" بيضاء ملك للضحية التي جرّده منها. "الشروق" زارت الثلاثاء، مسكن الضحية المنحدر من منطقة داغوسة ببلدية البسباس بولاية الطارف، فوجدنا إخوته ميهوب ومحمد الصالح ورمضان والشقيق الأصغر عبد الحفيظ، في حالة صدمة، وثورة أيضا بسبب بشاعة الجريمة، ولسان حالهم جميعا: "نطالب بإعدام من قتلوا شقيقنا، ولا نرضى عن القصاص بديلا"، خاصة أن الضحية كان يعيل عائلته الكبيرة وليس أبناءه فقط ويتمتع لدى الجميع بسيرة طيبة. وعلمت "الشروق" من مصدر مؤكد، بأن التحقيقات التي فتحتها الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بدائرة البسباس بولاية الطارف، والتي أدت إلى كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة عندما تلقى الضحية عددا معتبرا من الطعنات على مستوى العنق والصدر، وتم دفن جثته في غابة تابعة لبلدية الشط التي تبعد عن مقر سكناه بحوالي 15 كلم، قد طالت حتى زوجته وأم أبنائه الأربعة، البالغة من العمر 54 سنة، على خلفية الوجهة التي ذهب إليها زوجها الضحية ومن أن معه، والمقصود الشاب "ب.وليد"، الذي اختفى عن الأنظار ويجري البحث عنه وهو الذي قاد سيارة الضحية. وأجمع جيران الضحية الذين تحدثنا إليهم، على التذكير بحسن أخلاقه وسعيه الدائم على توفير لقمة العيش لأبنائه، بعد دخوله عالم التقاعد، حيث حوّل سيارته من نوع "آكسنت" بيضاء اللون، إلى ممارسة نقل المسافرين بطريقة غير قانونية أو ما يسمى بالفرود، وكان يقول بأنه مستعد للتسوّل على أن يمارس الجريمة أو التهريب، وتسلمت عائلة مناصر جثمان الضحية، بعد عرضها على الطبيب الشرعي بمستشفى القالة وتم دفنه زوال الاثنين في مقبرة البسباس في جنازة مهيبة حضرها زملاء وأهل الضحية، ومن المفروض أن يتم عرض المشتبه فيهم أمام وكيل الجمهورية اليوم الخميس للنظر في التهم الثقيلة المتابعون بها.