تسود حالة من الاحتقان وسط الشارع المحلي بالبليدة عقب عملية الإبادة التي أتت على جل أشجار التوت المحيطة بساحة أول نوفمبر المسماة "بلاصة التوت" وسط المدينة. تزامنا وأشغال إعادة التهيئة التي انطلقت مؤخرا. وأورد مواطنون أن البليدة تعيش فصلا غريبا من فصول التنكر لأحد أهم معالمها. احتقان واسع لمسناه وسط المواطنين بالبليدة، حيث تفاجؤوا باستنزاف أشجار التوت، معتبرين مشروع تأهيل "بلاصة التوت" تسبب في طمس الهوية التاريخية للمدينة العتيقة بالدرجة الأولى لما لتلك الأشجار من خصوصية، رافضين ما وصفوه ب "تصحير المنطقة" وغرس شجر النخيل في كل مكان رغم ما له من قيمة "جمالية" كونه لا يعبر عن مناخ المنطقة. وأردف محدثو "الشروق" أن القائمين على المشروع لا يهمهم سوى الربح حيث اختاروا أسهل الحلول دون الأخذ بعين الاعتبار تثمين تراث المنطقة. وأضافوا أن تغيير الصورة البائسة التي توجد عليها الساحة لا يعني بالضرورة قطع أشجار تعود إلى عقود ومحو ذاكرة الأجداد. وقال مهتمون بالشأن المحلي إنه كان على الجهات المعنية استشارة أهل الاختصاص، لا سيما أن حملة إبادة أشجار التوت جاءت بدعوى ما تسببه ثمار التوت المتساقطة من أذى وتشويه للمحيط. وكان من الأنسب البحث عن حلول لحماية تلك الأشجار بدل اقتلاعها، في حين أشار مطلعون على سير الأشغال إلى أن أشجار التوت تم تشذيبها دون قطعها. من جهته، قال رئيس جمعية أحباب البليدة، محمود بن عزوط، في حديث إلى "الشروق"، إن مشروع تأهيل ساحة أول نوفمبر جاء لإعادة الاعتبار لأحد أهم المعالم بالبليدة، حيث يتم استبدال أشجار التوت بشجر النخيل وكذا "البلاطان" لإضفاء طابع جمالي على المكان، ونظرا إلى ما لهذه الأخيرة من دور في امتصاص المياه السطحية، مضيفا أن أصل تسمية الساحة ب "بلاصة التوت" لا علاقة له بهذا النوع من الأشجار وإنما أصل التسمية "كل الإدارات" باللغة الفرنسية، مضيفا أن حملة تحسيسية باشرها أعضاء جمعية أحباب البليدة ولقيت استجابة واسعة وسط المواطنين للتعريف بأهمية إعادة تأهيل الساحة العمومية، لا سيما أن المشروع جاء لإعادة الاعتبار لوجه المدينة العريقة بعيدا عن الحساسية، مؤكدا أن المشروع الذي سيكون جاهزا تزامنا وذكرى يوم العلم 16 أفريل القادم سيكون إضافة جديدة لمدينة الورود.