الدكتور بشير صوالحي مدير العلاقات الدولية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا رفقة مبعوث الشروق الى طهران اقترحت برنامجا لتنظيم بعثات طلابية لتعلم الإنجليزية على رئيس جامعة جزائرية فأهمل المشروع كشف الدكتور بشير صوالحي مدير العلاقات الدولية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عن جملة من التجاوزات في تسيير البعثات العلمية للخارج، حيث تم إرسال طلبة بمنحة حقيرة إلى ماليزيا لدراسة مواد علمية وأخرى دقيقة بلغة محلية تسمى "المالايوية"، كما قوبل الدكتور صوالحي بلا مبالاة عندما اقترح مشروعا علميا يتمثل في تبادل بعثات بين الجزائر وماليزيا قصد إتقان الانجليزية بالنسبة للطلبة الجزائريين وإتقان العربية بالنسبة للماليزيين. في البداية هل من فكرة عامة عن الجامعة الإسلامية، والجهة التي تعمل تحت وصايتها؟ الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا هي إحدى مشاريع منظمة المؤتمر الإسلامي، تأسست بدعوة من مؤسس النهضة الماليزية الحديثة الدكتور محمد مهاتير، وتضم الجامعة نخبة من المفكرين والعلماء والأكاديميين من 70 دولة، ويزيد عدد الطلبة الأجانب فيها عن 700 طالب من 120 دولة، ويبلغ عدد الطلبة الإجمالي بالجامعة 30 ألف طالب، الجامعة تحمل مشروع "إسلامية المعرفة" والذي يعتبر بدوره أحد أكبر المشاريع التي كان يخطط لها رئيس الوزراء الأسبق محمد مهاتير ضمن مشروع الأسلمة في جميع قطاعات الدولة بما في ذلك أسلمة الاقتصاد بشكل عام، والجامعة تضم كل التخصصات بما في ذلك العلوم الإسلامية. هل هناك تنسيق بين جامعتكم والجامعات الجزائرية؟ سأروي لك قصة غريبة، قبل أربع سنوات قمت بمبادرة مع إحدى الجامعات الجزائرية لكني لم أجد أحدا متحمسا للمبادرة من طرف مسؤولي تلك الجامعة، رغم كل التسهيلات التي كنا مستعدين لتقديمها. هل من توضيح أكثر، فيما تتمثل هذه المبادرة؟ المبادرة كانت تتعلق ببرنامج لتبادل الطلبة الماليزيين والجزائريين، وذلك بإرسال بعثات من الطلبة الماليزيين وأخرى من الطلبة الجزائريين إلى ماليزيا، ضمن مشروع تبادل يدوم سنة كاملة لكل بعثة، بحيث يتم التعرف عن قرب على ثقافات الشعوب، والاحتكاك بالأساتذة والأكاديميين بالنسبة للماليزيين وتعلم اللغة الانجليزية بالنسبة للطلبة الجزائريين، حيث تدرس كل بعثة سنة كاملة في الجامعة المضيفة في نفس التخصص، والمثير في الحكاية أني تعهدت بتقديم كل التسهيلات بما في ذلك مصاريف الطلبة من هنا وهناك، لكنني فوجئت بتعامل بارد من طرف مسؤول الجامعة الذي اقترحت عليه الأمر. هل يمكن ذكر اسم هذه الجامعة؟ لا يمكن ذكر اسم الجامعة حفاظا على سمعتها وسمعة رئيسها الذي اقترحت عليه الموضوع. هل تعتقد أن رفض هذا المسؤول يعود إلى تسمية "الجامعة الإسلامية العالمية" وعدم معرفته بتوجهاتها العلمية والفكرية؟ أم يتعلق الأمر باللامبالاة فقط؟ كلا الاحتمالين وارد. نعود إلى الجامعة الإسلامية، هل الشهادة التي تصدرها معترف بها؟ الشهادات التي نمنحها لها سمعة عالمية وهي معترف بها في العالم أجمع، ولعلمك، فإن كل تخصصات المعرفة موجودة في الجامعة الإسلامية العالمية بما في ذلك الطب، والهندسة الاقتصاد والقانون والعلوم الإنسانية. وهل كل هذه التخصصات معنية بمصطلح أسلمة المعرفة؟ بالضبط. كيف ذلك؟ الجامعة صممت برامج وكتب مدرسية تستعين بالخبرة العلمية العالمية، مع إضافة ما يتوافق مع قيمنا ومبادئنا، ويزيد عددها عن ال 2000 كتاب ضمن إطار إسلامية المعرفة، كما أن الشهادات التي تمنحها معترف بها عالميا لأنها مصادق عليها من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي. وبخصوص تبادل البعثات، هل اقترحتم هذا البرنامج على جامعات أخرى في العالم؟ البرنامج قائم مع أكثر من 40 جامعة، في أكثر من 30 دولة، وما زلنا ننتظر الطلبة الجزائريين، ولأني جزائري ولي غيرة على أبناء وطني فأنا جد متحمس لتبادل بعثات مع الجامعات الجزائرية. هل تقتصر عملية التبادل على الطلبة أم تشمل الأساتذة كذلك؟ هناك كذلك مشروع لتبادل الأساتذة، وهذا لم يحدث كذلك مع الجامعات الجزائرية، حيث طرح علي المسؤولون في الجزائر مشكل تنظيمي يتعلق بعدم العمل بنظام الإعارة في الجامعات الجزائرية، وفي تفاصيل المشروع فإنه يتم استقدام أساتذة من الجزائر ليمارسوا التدريس في جامعة ماليزيا مدة سنتين، وكذلك الشأن بالنسبة للأساتذة من ماليزيا. وهل هناك طلبة مبعوثون في إطار المنح التي تمنحها الدولة الجزائرية؟ قبل قرار وقف المنح إلى الخارج، ورغم كل المحاولات التي قمنا بها في الجامعة العالمية بماليزيا بالتنسيق مع السفارة الجزائرية هناك التي تفاعلت بإيجابية مع الاقتراح، إلا أننا لم نجد أية استجابة من طرف الجهات المسؤولة في الجزائر، والغريب أنهم قرروا إرسال بعثة مكونة من 10 طلبة إلى جامعة أندونيسية مغمورة وهي جامعة "مالانغ" تقع في مقاطعة "سورايابا" هذه الجامعة تدرّس كل المواد بما فيها التكنولوجيا بلغة محلية ميتة، لا يمكن أن تستخدم خارج الحدود الأندونيسية، وقد اتصل بي هؤلاء الطلبة باعتباري رئيس الجالية الجزائرية في كل من ماليزيا وأندونيسيا وقالوا إن الأمر مستحيل نظرا لصعوبة تعلمهم اللغة المحلية "المالايوية" وصعوبة التأقلم في المحيط هناك، حيث تقع الجامعة في إحدى الجزر الأندونيسية المعزولة، والأخطر من ذلك يوجد طالبات ضمن البعثة، وقد استفادوا جميعا من منحة غربية تمثلت في 100 دولار شهريا فقط!، حدث هذا سنة 2004 . وكنا نفضل أن يتم إرسال الجالية الجزائرية هناك إلى الجامعات الماليزية التي تدرس بالإنجليزية ليكون ذلك مفيدا لها في مستقبلها العلمي والمهني.