قال الوزير الأول عبد المالك سلال، الخميس، إن العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا عرفت تحسنا منذ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر، مؤكدا أن هذه العلاقات لن تتأثر بتغير نازل الإليزيه وأن الجزائر تحترم خيار الفرنسيين. وأعرب سلال، في ندوة صحافية عقدها رفقة نظيره الفرنسي بقصر الحكومة بالجزائر، عن ارتياحه لنوعية التعاون الجزائرية الفرنسي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالسلم والأمن وخاصة مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مؤكدا أن عقيدة الجزائر الدفاعية واضحة ولا جندي يشارك في أي عمل عسكري خارج الحدود. وأكد الوزير الأول، خلال المحادثات الجزائرية-الفرنسية الموسعة التي تدخل في إطار زيارة العمل التي يقوم بها الوزير الأول الفرنسي برنار كازنوف إلى الجزائر، على إرادة الجزائر في توحيد جهود البلدين للتصدي لمختلف التحديات الأمنية التي يواجهها البلدان. وذكر أن الحوار السياسي بين مسؤولي البلدين بلغ كثافة تسمح بتنسيق المواقف حول بعض المسائل الدولية لاسيما التهديدات التي تواجهها المنطقة، مضيفا أن فرنسا تعتبر أول مستثمر في الجزائر. وأوضح سلال أنه قد تم تجاوز مركب النقص في العلاقات بين البلدين، وإنه سيتم إنشاء شركة مختلطة بين "بيجو" وعملاء خواص قريبا في الجزائر، مشيرا إلى أن ملف إقامة مصنع "بيجو" بالجزائر في الطريق الصحيح رغم بعض العراقيل. كما أكد أن كل المشاكل التي كانت بين شركتي سوناطراك و"أنجي" الفرنسية قد تم التخلص منها. وفي هذا السياق، أكد الوزير الأول أن مصانع تركيب السيارات في الجزائر تجربة جديدة وسيتم التحكم في الوضع، مشيرا بقوله "نحن في مرحلة تقييم لمشاريع مصانع تركيب السيارات بالجزائر". من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي برنارد كازنوف، إن فرنسا بحاجة إلى الجزائر والجزائر بحاجة لفرنسا لبناء شراكة اقتصادية وأن حجم الاستثمار في الجزائر يعادل 2 مليار دولار تقريبا ذلك أن فرنسا تعد أول مستثمر في الجزائر. استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، الخميس، بقصر الحكومة، نظيره الفرنسي برنار كازنوف الذي شرع، الأربعاء، في زيارة عمل تدوم يومين إلى الجزائر في إطار تقاليد التشاور القائمة بين البلدين. وحضر اللقاء كل من وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى. واستعرض الطرفان وضع التعاون الثنائي الذي يتميز بالتقدم المعتبر المحرز في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية وسبل تعزيزه كما تبادلا وجهات النظر حول المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ويتعلق الأمر بالزيارة الثالثة التي يجريها وزير أول فرنسي إلى الجزائر خلال عهدة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.