يتساءل الشارع الرياضي الجزائري عن إمكانية متابعته لمباريات الفريق الوطني في مونديال جنوب إفريقيا بتقنية ثلاثي الأبعاد (3D)، بعدما راج مؤخرا عن بث عدد من الفضائيات صاحبة الحقوق ل"بعض" تلك المقابلات بهذه التقنية. وإن كانت هذه التكنولوجيا جديدة في العالم، إلا أن الكثير يرون فيها ثورة، تشبه أو تفوق تلك التي حولت التلفزيون من الأبيض والأسود إلى التلفزيون الملون. وأعلنت شركة أل جي التي افتتحت رسميا مقرا لها بالعاصمة الجزائر عن تسويق تلفزيونات من نوع 3D منتصف شهر ماي الداخل، وقال مدير عام تسويق الشركة بالعاصمة الكورية (سيول) "كي دونغ جان" للشروق اليومي إن الشركة "ستعرض تلفزيوناتها ثلاثية الأبعاد بالجزائر منتصف شهر ماي الداخل، على أن تبدأ عملية البيع في مقرها المركزي بالعاصمة بداية شهر جوان". ولئن كان الإشكال المطروح في هذه المسألة يعود بالأساس إلى الكاميرات المزودة بهذه الخاصية، فقد أعلنت كل من شركة سوني وباناسونيك عن تطويرهما لكاميرات ثلاثية الأبعاد، يمكن من خلالها متابعة الحدث الكروي الهام في العالم هذا العام. ونُقل في وسائل إعلام عن بث بعض مباريات المونديال بال 3D . وإذا ما لم يقع أي طارئ تقني لبث هذه المباريات، فإن السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل بإمكاننا مشاهدة فريقنا الوطني ضد المنتخب الانجليزي مثلا -باعتبارها أصعب المباريات على الورق- بهذه الميزة، أم أن المسألة قد تقتصر على اللقاءات الحاسمة من الأدوار المتقدمة من المنافسة؟ كاميرات وشاشات يُستخدم في تصوير أحداث رياضية بشكل ثلاثي الأبعاد كاميرات ذات عدستين، مما يجعل اللاعبين يبدون وكأنهم يقفزون خارج الشاشة أثناء البث عبر التلفزيون الثلاثي الأبعاد. تعتمد هذه التكنولوجيا على التقاط صور من كاميرتين مختلفتين توضعان بمواضع مدروسة، حيث يتم إدماجهما بتقنية معينة تظهر لعين الرائي العادي صورا ذات ظل. ويتطلب مشاهدة أي عمل على تلفزيون ثلاثي الأبعاد استعمال نظارات خاصة (نظارات فعالة)، وقد طورت شركة آل جي هذه النظارات من حيث الوزن والشكل ومدة اشتغال البطارية، حيث تُقدّم نظارتان مع شراء المنتوج. وتستعمل هذه الأجهزة عبر تناوب صورتين، واحدة للعين اليسرى والأخرى لليمنى، على التلفزيون بسرعة، وتقوم مغلاقات الرؤية على النظارات ثلاثية الأبعاد بتبديل رؤية المشاهد من العين اليسرى إلى اليمنى بنفس المعدل بتردد 480 هيرتز للصور مع بعضها البعض، حسب سيامون يون خبير تطوير المنتجات بشركة آل جي. وقال المسؤول في الشركة الكورية للشروق اليومي إن "أفضل المواضع لمشاهدة عرض على تلفزيون ثلاثي الأبعاد هو ترك مسافة 7 أمتار بين العين والشاشة، بزاوية 60 درجة". مجهودات مضنية لا تقتصر مشاهدة صور ثلاثية الأبعاد على مباريات كرة القدم، بل تتعدى إلى الأفلام، في المرحلة الحالية على الأقل، حيث يُرتقب أن يٌعلَن عن إطلاق بث قناة فضائية ثلاثية الأبعاد خلال الخمس سنوات المقبلة، إلا أن الأمر يتطلب إنفاقا وجهدا كبيرين، بالإضافة إلى متابعة أداء الكاميرات والتلفزيونات الخاصة بهذه التكنولوجيا. وعلى ذكر الأفلام، فقد كشف المدير التنفيذي لشركة "أوبترا" الكورية المتخصصة في تحويل الأفلام من 2D إلى 3D أن تحويل فيلم واحد من ساعتين يتطلب 6 أشهر عمل، ل300 شخص وتكلفة قدرها 5ملايين دولار. وقال إنه "في العام الواحد يمكن لشركة واحدة أن تحول 4 أفلام إلى ال3D فقط" . وعن سؤال حول إمكانية شركات إنتاج الأفلام تحمّل مثل هذه الأعباء الإضافية على هذه التقنية الجديدة، قال إن "هذه الشركات تنفق مئات الملايين لإنتاج فيلم واحد ثنائي الأبعاد، أفلا يمكنها أن تخصص له 5 ملايين دولار لتحويله إلى ثلاثي الأبعاد؟" وكشف "بارك" عن قرب انتهاء شركته من تطوير برنامج يحوّل الانتاجات من 2D إلى 3D، إلا أن "الأمر قد يتطلب أشهرا أخرى من العمل" حسب تعبيره. ملايين الوحدات كشف مسؤول التسويق والمبيعات في آل جي الكترونيكس، سانغ كيونغ كيم عن توقع الشركة الكورية بيع 3.8 ملايين وحدة من تلفزيونات 3D في عام 2010، على أن ترتفع إلى 13 مليون وحدة في العام القادم، و28.7 مليون في العام الذي يليه، ف 51.5 مليون في العام 2013، إلى أن تصل إلى 83.5 مليون وحدة في العام 2014، بنسبة 117 بالمئة. وردا على سؤال حول السعر العالي للتلفزيون والذي بلغ 5 آلاف دولار في عرضه الأول، قال المسؤول الكوري إن بداية أي تكنولوجيا إلا وتكون مرتفعة، لكن بالنظر إلى الخدمات التي توفرها هذه التكنولوجيا، والمنافسة التي تكون بين شركات التصنيع، فإن السعر سيكون في متناول أغلب شرائح المجتمع. وأضاف "حينما نزل تلفزيون بلازما للأسواق كان سعره 5000 دولار، لكنه الآن في حدود 700 دولار، وأتوقع نفس الانخفاض بالنسبة لتلفزيون 3D ". حرب التصاميم والألوان وعن سر بعض الدولارات الزائدة في سعر تلفزيونات آل جي بالمقارنة مع منافساتها، كشف المسؤول الكوري عن سياسة الشركة في إعطاء أهمية أخرى للمنتوج بحد ذاته، وهي التصاميم التي انفردت بها، وللألوان المتوفرة في شاشاتها. وقال للشروق اليومي "خصصنا مبالغ مهمة من أجل تطوير تصاميم التلفزيونات، حيث انفردنا بالتصاميم المسطحة، كما ركزنا على جودة الألوان باستخدام مصابيح LED رفيعة، من أجل ظهور أوضح للصورة". وبالنظر لسعر التلفزيونات المرتفع عن دخل الجزائري العادي من جهة، وحداثة التجربة من جهة أخرى، فإن السؤال الجدير بطرحه، هو متى يمكن عموم المناصرين من أن يروا مباراة كبيرة يؤديها الخضر في بلاد مانديلا محولة من 2D إلى 3D؟ والسؤال الآخر هو كيف سيكون طعم المونديال لو شاهدنا إحدى مراوغات مراد مغني ثلاثية الأبعاد؟.