تشهد قرية سبوكة ببلدية خراطة في ولاية بجاية حالة من الضياع والإهمال بسبب حرمان سكانها من أبسط ضروريات الحياة وفي كافة المجالات، ما جعلهم يعيشون حياة الجحيم وسط عدم تجسيد السلطات للوعود التي أطلقتها قبل أربع سنوات. تعتبر قرية سبوكة من بين القرى المنسية والنائية التي لا تزال تشهد تخلفا كبيرا في شتى مجالات الحياة ويخيل لزائرها أنه في العصر الحجري بسبب افتقار المنطقة لمياه الشرب والغاز والكهرباء وكذا قنوات الصرف الصحي، حيث لا يزال مشروع انجاز بئر لتزويد القرية بالمياه حبرا على ورق بسبب توقف أشغاله منذ فترة طويلة، ناهيك عن عجز الخزان المائي الموجود حاليا في ضمان تموين منتظم لسكان المنطقة بهذه المادة الحيوية ليجد السكان أنفسهم يقطعون مسافات طويلة حاملين معهم البراميل لملئها. وما يزيد الوضع تأزما هو اهتراء الطريق المؤدي إلى قرية سبوكة، ويسبب معاناة لأصحاب السيارات في تنقلاتهم اليومية ومعاناة الناقلين الذين يعملون على هذا الخط. غياب التغطية الصحية مشكل آخر يحتاج إلى التفاتة جادة، نظرا لتوفر القرية على قاعة علاج واحدة تستقبل أزيد من 50 مواطنا لإجراء الفحوصات، غير أنها لم تتمكن من احتواء هذا العدد الكبير بسبب غياب التجهيزات والخدمات ونقص التأطير، كما أن قاعة العلاج لا تستوعب أكثر من 3 أشخاص في وقت واحد، بسبب ضيقها ليجد السكان أنفسهم مجبرين على قطع مسافة طويلة لاسيما النساء الحوامل وأصحاب الحالات المستعجلة. كما يضطر أبناء القرية إلى قطع أكثر من 14 كلم للتنقل إلى المتوسطة الواقعة بحي 75 مسكنا بخراطة، وهذا رغم الوعود الكثيرة التي أطلقها المنتخبون المحليون لإنجاز إكمالية في الجهة الشرقية لخراطة و3 إكماليات في الجهة الغربية. كما تفتقر كل من نقاط إعفار وسبوكة بوشرطيوة وأفرا وتمالحث وثالة أوقليل إلى حافلة للنقل المدرسي يمكن أن تخفف عن التلاميذ عناء التنقل. المدرسة الابتدائية بالقرية هي الأخرى تعاني التهميش، وعدم الاستقرار بفعل طلبات التحويل من طرف المعلمين والتي تشهدها في كل سنة في ظل غياب أي تدخل من قبل مديرية التربية لمراقبة هذه المدرسة والدفع بها لجعلها منبرا لتحصيل العلم وليس مركز عبور للحصول على وظائف وترقيات. يضاف إلى كل ذلك النقص في المرافق الضرورية الموجهة لفئة الشباب، حيث لا يزالون ينتظرون تجسيد الملعب الجواري الذي طال انتظاره. وفي انتظار أن تتحقق أحلام السكان، تبقى القرية بعيدة عن دائرة اهتمامات المسئولين رغم الوعود التي أطلقوها خلال الحملة الانتخابية، فهل سيستدرك المسؤول الأول بالبلدية إهماله ويجسد المشاريع التي قطعها على نفسه قبل انتهاء عهدته؟ أم أن وعودا أخرى سيقطعها منتخب آخر في الحملة الانتخابية المقبلة، ليستمر المعذبون في الأرض بقرية سبوكة في معاناتهم.