شرعت السلطات القضائية بنواكشوط أمس في محاكمة حوالي عشرين معتقلا ينتمون لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وسط اجراءات أمنية بقصر العدالة بنواكشوط. السلطات منعت الإعلاميين من تصوير المعتقلين لدى وصولهم الى قصر العدالة، كما شددت اجراءاتها داخل وخارج القصر، ومنعت المنقبات من أهالي المعتقلين من حضور الجلسات. ويشمل الملف المعروض حاليا أمام المحاكمة أبرز قادة تنظيم "القاعدة" المحتجزين منذ أشهر لدى السلطات الموريتانية وبعض العناصر الضالعة في عملية اغتيال السياح الفرنسيين الأربعة نهاية 2008 قرب مدينة "ألاك" الموريتانية (250 كلم من العاصمة شرقا). وقد وجهت للمحالين على القضاء تهم تتراوح ما بين القتل العمدي والتفاهم من أجل القيام بأنشطة ارهابية والإنتماء الى تنظيم ارهابي وتزوير مستندات واخفاء أشرار مطلوبين ومعاونة جناة محتملين للقيام بمهام محرمة بنص القانون. ومن أبرز المحالين للمحاكمة اليوم السجين السلفي محمد ولد شبرنو وولد الهيبه وسيدي ولد سيدينا بتهم الضلوع في عملية اغتيال الفرنسيين الأربعة وجرح خامس. الماثلون أمام المحاكمة بموريتانيا هم في الأساس من جناح مختار بلمختار وخصوصا موفديهم الي موريتانيا للقيام بعمليات اختطاف نهاية 2008 ومطلع 2009، لكنهم لم يغادروا البلاد من قبل. ووفق معلومات دقيقة اطلعت عليها "الشروق" فقد بدأت المواجهة بين عناصر المجموعة المحالة حاليا والسلطات الأمنية بموريتانيا بعد وصول أبو قتادة "معروف ولد الهيبه" الى الأراضي الموريتانية قادما من معكسرات "القاعدة" نهاية 2007 بتكليف من القاعدة (جناح مختار بلمختار) للقيام بعمليات ضد السياح الغربيين بنواكشوط.