قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه شرع بإجراءات غير مسبوقة في قطاع غزة بهدف دفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى إلغاء حكومتها في غزة والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء، الجمعة. وقال عباس في لقاء مع السفراء العرب في واشنطن: "نحن طيلة الفترة الماضية وما قبل الانقسام (2006) كنا ندفع نحو 52 في المائة من ميزانيتنا لقطاع غزة وهذا شيء طبيعي، ولكن عندما شرعت حماس الانقسام قلت إنني سأعيد النظر في كل ما افعله تجاه قطاع غزة". وأضاف "الآن بدأنا فعلاً إجراءات (لم يحددها)، وهذا ما قلته لأمير دولة قطر وللرئيس المصري وللملك عبد الله الثاني (الأردن)، قلت لهم سأتخذ خطوات غير مسبوقة لأنني لا استطيع أن احتمل أبداً بعد أن أوقفت حماس كل حديث ممكن عن المصالحة". وتابع "بدأنا الإجراءات ولا ندري إلى أين ستصل ولكن ستكون الأمور مؤلمة، إذا لم تلغ حماس حكومتها وتسمح لحكومة الوفاق الوطني أن تعمل ونذهب إلى انتخابات.. نحن لا نطلب المستحيل". وقال "لنحتكم إلى الشعب وأنا أطالب بانتخابات رئاسية وتشريعية ومن ينجح في الانتخابات يستلم البلد سواء رئيساً أو مجلساً تشريعياً". وأشار إلى أن المساعي للتوصل إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني باءت بالفشل حتى الآن. وقال "منذ ارتكبت حماس انقلابها عام 2007 ذهبنا إلى الجامعة العربية من أجل أن نجد حلاً لهذا الانقلاب وقد وافقت الجامعة على أن توكل الأمر إلى مصر وفعلاً قامت مصر بواجبها". وأضاف "لاحقاً تبرعت قطر بأن تتحدث مع قيادة حماس، وفعلاً توجهنا إلى قطر أكثر من مرة ولكن في المرة الأخيرة (لم يحدد تاريخها) قدمنا مشروعاً وضعت عليه قطر بعض الملاحظات وأعادته لنا وقبلنا هذه الملاحظات وأرسلتها إلى حماس التي لم ترد عليها". وتابع عباس: "في هذه الأثناء أعلنت حماس عن تشكيل حكومة (إشارة إلى اللجنة الإدارية) وهذا يعني أنها شرعت الانقسام لأنه في 2014 اتفقنا معهم على حكومة وفاق وطني وشكلنا الحكومة ولكنها لم تعمل منذ تشكيلها إلى يومنا هذا". وزار عباس العاصمة الأمريكيةواشنطن، الأربعاء، والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وفي ردها على تصريحات عباس، حملت حركة حماس، رئيس السلطة الفلسطينية جميع التبعات الخطيرة المترتبة على إفشال المصالحة واستهداف وحدة الشعب الفلسطيني وصموده، وأكدت أن التهديدات يجب أن توجه ل"أعداء الوطن"، حسب ما نقل موقع "هاف بوست عربي". وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، الجمعة: "إن التهديدات التي أطلقها الرئيس محمود عباس، في أثناء لقائه السفراء العرب في واشنطن، الخميس الماضي، تعكس سوء نواياه تجاه حماس، وتؤكد نهجه الفئوي الإقصائي المقيت". واعتبر برهوم، أن "أي تهديدات يجب أن تكون لأعداء الوطن وليس للشركاء فيه"، مجدداً تأكيد حركته واستعدادها "لخوض أي انتخابات تضمن النزاهة، وحرية التصويت، واحترام النتائج".