ألهبت بعض الوكالات السياحية بورصة العمرة في رمضان، سيما أثناء العشر الأواخر من الشهر الفضيل التي يقبل فيها المسلمون والجزائريون بشدة على الأماكن المقدسة لنيل الفضل العظيم ولاعتقادهم بأن أجر العمرة في رمضان يعادل حجة بعد أن استحال عليهم الظفر بفرصة للحج هذا الموسم. أدى هذا الأمر إلى احتدام التنافس بين الوكالات التي أبدعت في عروضها المغرية لاستقطاب المتشوّقين لمكّة المكرمة والمدينة المنورة بين أسعار اقتصادية تعرض خدمات متواضعة وأسعار أخرى أكثر التهابا تعرض خدمات أفضل. وتفاجأ بعض المواطنين الذين حاولوا الاتصال ببعض الوكالات للحصول على عمرة في متناولهم بالأسعار الباهظة التي تروّج لها وكالات معيّنة، مبررة الارتفاع بالخدمات الراقية وقرب الفنادق من الحرم المكي وكذا الإقبال الكبير في هذه الفترة. وتخضع الأسعار إلى متغيرات عدّة منها تصنيف الفندق وقربه أو بعده من الحرم المكي وكذا عدد النزلاء في الغرفة الواحدة بالإضافة إلى الإطعام. ووصلت أسعار عمرة لشخص واحد ضمن غرفة لشخصين، كما وقفت عليه الشروق، إلى غاية 50 مليون سنتيم لمدّة 15 يوما ولا يتعلق الأمر هنا بعمرة "vip" وإنما بعمرة عادية في فندق من أربعة نجوم، بينما تتراجع إلى 23 مليون بالنسبة لعمرة 15 يوما في فندق 4 نجوم على بعد 1 كلم إلى 600 م. وعلّق البعض على الأمر بأنه يضاهي تكاليف الحج داعين إلى عدم البزنسة واستغلال الجانب العقائدي والروحي للجزائريين، وإبقاء هذا الباب مفتوحا في وجوههم لنيل الأجر والثواب. من جهته إلياس سنوسي رئيس نقابة الوكالات السياحية قال في حديثه مع الشروق إنّ معدّل أسعار العمرة يتراوح بين 18 مليون سنتيم و26 مليون وهي ليست عمرات اقتصادية، غير أنّها لا تتعدى 30 مليون سنتيم وهذا بالنسبة لفنادق من أربعة نجوم لا يزيد بعدها عن الحرم المكي عن 200 إلى 400 متر. وانتقد المتحدث المغالاة في هذه الأسعار الجنونية سيما إن كانت لا تتوافق مع الخدمات المقدمة، داعيا إلى التعقل والالتزام بأخلاقيات المهنة. وحسب سنوسي فإن الموسم الحالي للعمرة يعرف تراجعا مقارنة مع سابقيه وذلك بسبب تدني القدرة الشرائية للجزائريين والمصاريف الباهظة التي تنتظرهم خلال الأشهر المقبلة، ورغم ذلك يضيف المتحدث تبقى العمرة في هذا الوقت بالتحديد المنقذ الأساسي للوكالات من البطالة التي تتخبط فيها بسبب الركود الذي تشهده في هذه الفترة.