المتجول في أجنحة الصالون الوطني الثاني للحج والعمرة بقصر المعارض، يلاحظ تنوع عروض الوكالات السياحية المشاركة في تنظيم العمرة لهذه السنة من اجل استقطاب اكبر قدر من الزبائن خاصة لعمرة شهر رمضان المعظم، وهي الفترة التي تلقى "تزاحما" من قبل عدد من المواطنين لأداء العمرة في موسم رمضان، خاصة خلال اواخره، ويوجد ضمن هؤلاء فئة معتبرة من اولئك الذين لم يسعفهم الحظ لأداء فريضة الحج سواء بسبب خسارة القرعة أو بسبب غلاء تكلفة الحج مع الوكالات الخاصة. 22 مليون سنتيم أقل سعر لجأت بعض الوكالات السياحية المعنية بتنظيم العمرة لهذه السنة إلى تخصيص عرض عمرة لشهر رمضان بتكلفة لا تقل عن 22 مليون سنتيم وهي التكلفة التي قد تقارب كلفة الحج إذا كان الامر يتعلق بحجز غرفة ثنائية اواخر الشهر الكريم، واجتمعت الوكالات السياحية التي قدمت عروضها الخاصة بعمرة موسم رمضان خلال الصالون الوطني الثاني للحج والعمرة بقصر المعارض على اسباب غلاء إيجار الفنادق في الحرم من اجل وضع اسعار قد لا يتقبلها عقل المواطن البسيط والذي بالمقابل قد يحتكم إلى الاقتصاد من اجل توفير مصاريف العمرة خلال العشر الأواخر، خاصة إذا كان ممن سجل في قرعة الحج مرات عديدة ولم يسعفه الحظ لأداء الركن الخامس من الاسلام. فيما وضعت بعض الوكالات عروضا مغرية بنسبة تخفيض لعمرة شهر كامل قد تقارب عمرة العشر الاواخر وهو الحال بالنسبة لوكالة "بكة للسفر" والتي اقترحت عمرة رمضان بأكثر من 15 مليون سنتيم بالنسبة للأيام الاولى من الشهر مجتمعة مع الاسبوع الاخير من شعبان. فيما يقارب سعر عمرة العشر الاواخر المحدد ب 19 مليون سنتيم تكلفة شهر رمضان كاملا في البقاع المقدسة والذي اقترحته بمبالغ تتراوح بين 22,6 و28 مليون سنتيم، مقابل ذلك فضلت وكالات سياحية اخرى التريث في ضبط اسعار عمرة رمضان، غير أنها اكدت أن ارتفاع الكلفة امر لا مفر منه، خاصة في ظل حديث عن رفع كلفة اسعار التذاكر ابتداء من شهر افريل. أما بعض المتعاملين في تنظيم العمرة فقد وضعوا مبالغ مبدئية ككلفة عمرة رمضان لا تقل عن 17 مليون سنتيم ترتفع حسب سعة الغرف وحسب ايام العمرة على غرار وكالة "نوبا للسفر" و«جومانا للسفر". ورغم تفاوت الاسعار تقريبا بالنسبة للأيام الاولى من شهر رمضان لعدد كبير من الوكالات السياحية التي تقربت منها "البلاد "خلال الصالون الوطني الثاني للحج والعمرة، الا أن المتفق عليه هو رفع كلفة العمرة في الايام الاواخر من رمضان الكريم والتي تترواح اسعارها بين 25 و48 مليون سنتيم والحجة دائما غلاء اسعار الايجار في موسم رمضان وهو ما طرحته وكالات سياحية منها وكالة "النجاح "ووكالة "رياض بن شطة". مواطنون يقبلون بالأسعار والمبتغى "أجر حجة الإسلام" وفي استطلاع لآراء زائري الصالون الوطني الثاني للحج والعمرة حول اسعار عمرة رمضان، وقفت "البلاد" على قبول واسع للتكلفة، خاصة تلك التي تتعلق بعمرة اواخر رمضان كونها تعادل حجة الإسلام التي لم يتمكن الكثيرين من ادائها بسبب القرعة، حيث اكدت السيدة فاطمة أنها ستعمل على جمع مبلغ المال الخاص بأداء عمرة في اواخر شهر رمضان فيما يشبه "التيلطيون العائلي" لتحقيق امنيتها في زيارة بيت الله الحرام، وقالت إنها اقتصدت مبلغا من المال غير أن ما وقفت عليه في الصالون يؤكد الحاجة لتوفير مبلغ آخر من اجل تسديد كلفة عمرة العشر الاواخر من شهر رمضان. أما السيد اسماعيل فقد صدم بالأسعار المعروضة والمتعلقة بعمرة شهر رمضان وقال إن المواطن الجزائري لم يعد في منأى عن الزيادات منذ سنوات طويلة، فهي تأتيه من جانب أو من آخر، غير أن هناك بعض الامور تستحق "التضحية" حسبه على غرار تحقيق امنية اداء العمرة في شهر رمضان الكريم خاصة في ايامه الاخيرة، بالنظر إلى اجرها العظيم وهو ما يدفعه على مضض إلى قبول الاسعار، رغم أنه ظل يجوب المعرض لساعات بحثا عن عرض افضل من حيث التكلفة. أما مواطنون اخرون فقد اكتفوا بالحجز لعمرة الايام الاولى بسبب الصعوبات المادية على امل أن يتمكنوا يوما ما من اداء حجة الاسلام وبعضهم من نفس العائلة وذلك بهدف الحصول على سعر ادنى باستئجار الغرف الخماسية والرباعية. "بورصة العمرة ستنتعش بفضل المقصين من الحج" وبالمقابل اكد نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، الياس سنوسي، أن بورصة العمرة ستنتعش هذه الايام، حيث غالبا ما يتجه المئات ممن لم يسعفهم الحظ في قرعة الحج إلى التسجيل للعمرة، خاصة عمرة رمضان والعشر الاواخر كون العمرة اواخر الشهر المبارك تعادل الحج أجرا، وقال إن الوكالات السياحية تستقطب عددا معتبرا من المعتمرين الذين كانوا يخطيون لأداء الحج، لكن نتائج القرعة الخاصة بالحج والتي تجرى سنويا قبل رمضان خيبتهم. وفي رده عن سؤال بخصوص الاسعار أو تكلفة عمرة رمضان، اوضح الياس سنوسي في تصريح ل "البلاد" أن الاسعار الاولية التي يحددها العرض والطلب تشير إلى أن تكلفة عمرة العشر الاوائل من رمضان تتراوح بين 16 و 17 مليون سنتيم فيما ترتفع في العشر الاواخر من رمضان المعظم إلى 22 و 23 مليون سنتيم لما يسمى بالعمرة المحسنة، أي التي يستفيد اصحابها من خدمات الافطار و السحور، غير أن هذه الاسعار تبقى قابلة للارتفاع دائما بسبب عدد الاسرة في الغرف المحجوزة والتي يكون فيها سعر الغرفة بسريرين الاغلى ويتجه إلى الانخفاض كلما كثر عدد المقيمين في الغرفة الواحدة وهو الحل الذي تلجأ إليه العائلات لأداء عمرة رمضان بأقل تكلفة ممكنة.