لليوم السادس على التوالي، لا تزال أعصاب عائلة بلقاضي بدائرة جامعة بولاية الوادي تحترق بعد فقدانها لابنها بلال البالغ من العمر 15 سنة، حيث لم تثمر عمليات البحث لحدّ الآن في العثور عليه رغم الهبة الشعبية. وأصبحت قضية اختفاء "بلال" قضية رأي عام بمنطقة وادي ريغ، حيث أصبح حديث العام والخاص في العمل والشارع والمساجد والبيوت وعلى موائد الإفطار والسحور بكل من جامعة والمغير وتقرت البحث عن بلال، كما شغلت هذه القضية بال الكثير من الشباب والمواطنين الذين قاطعوا العمل والتسوق والأشغال اليومية وسهراتهم الرمضانية من أجل القيام بحملة بحث وتمشيط كبرى يوميا ومنذ الساعات الأولى للفجر، حيث مشّط شباب حي وغلانة الذي تقطن فيه عائلة بلال الغابات وبساتين النخيل بجامعة بمساعدة الأمن الوطني ونشرت صوره على نطاق واسع على صفحات التواصل الاجتماعي والمساجد والساحات العمومية، لتنتقل بعدها الحملة إلى مدينة تقرت على بُعد 50 كلم أول أمس بسرعة البرق بعد رواج أخبار عن تواجده هناك، حيث انتقلت عائلته مرفوقة بطوابير طويلة من سيارات المواطنين المتعاطفين ومداهمة أمنية وبمساعدة سكان من تقرت لمحاصرة الغابات والمنازل المهجورة المتواجدة بين بلدية الزاوية العابدية والمقارين والتي استمرت إلى غاية صبيحة أمس دون جدوى ليتبدد بصيص الأمل مجددا في العثور عليه، في الوقت الذي تعيش فيه عائلته وضعا عصيبا وخاصة والدته تزامنا مع الأيام الأولى لشهر رمضان المعظم. جدير بالذكر أن بلال اختفى عن الأنظار صبيحة الخميس الفارط بعد خروجه من البيت على متن دراجته الهوائية وكان يرتدي قميصا أحمر وسروالا رياضيا أسوّد، ويتمتع بكامل قواه العقلية، كما أنه سيكون على موعد لاجتياز شهادة التعليم المتوسط هذا الأحد بمتوسطة الشهيد بوعنان العيد بوليفة بجامعة، في الوقت الذي يعيش فيه زملاءه أيضا حالة من القلق والخوف وترقب جديد زميلهم في الدراسة قبل ساعات قليلة عن الامتحان المصيري.