وصف النجم المغربي جمال دبوز فريق عمل "الخارجون عن القانون" ب "القاعدة سينما"، في إشارة إلى تردد بعض الممولين في التعامل معه. واعتبر في لقاء مع "الشروق" الجدل الذي أثاره بعض المتطرفين حول الفيلم أمرا طبيعيا. أما المخرج رشيد بوشارب فأوضح في نفس اللقاء بأن أكبر جائزة حصل عليها "الخارجون عن القانون" تتمثل في عرضه رغم كل الضغوط. * رشيد بوشارب: "عرض الفيلم يعتبر انتصارا في حد ذاته" * جمال دبوز: "بفضل أفلام ك "الخارجون عن القانون" سيأتي يوم ننتصر فيه على مهزلة العنصرية". * لم يكن من السهل اللقاء مع نجوم "الخارجون عن القانون"، فقد وضعهم الجدل الذي أثاره بعض اليمينيين المتطرفين حول الفيلم تحت حراسة أمنية مشددة، كما جعلهم الهدف الأول لكل وسائل الإعلام العالمية. * وبالرغم من لقائنا لبعض الدقائق مع المخرج رشيد بوشارب ليلة أول أمس، بمناسبة حفل استقبال كبير نظمته الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي في فندق "1835" ب"لاكروازيت" بعد العرض الشرفي ل "الخارجون عن القانون"، الذي صعد أبطاله الدرجات الشهيرة لقصر المهرجانات على أنغام رائعة دحمان الحراشي "يا الرايح وين مسافر"، غير أننا صدمنا باستحالة إجراء حوار معه بعد أن نصحنا بإعادة المحاولة في صبيحة الغد. * وأقام الفريق الإعلامي للفيلم أمس مركزا صحفيا بشاطئ "فيغا لونا" المحاذي لفندق "كارلتون" الشهير.. المشكل أن قائمة الإعلاميين المبرمجين للقاء بوشارب كانت خالية من أسمائنا، مما أدخلنا في مفاوضات عسيرة مع المعنيين، لعبت فيها المخرجة يمينة شويخ دور الوسيط بحكم معرفتها السابقة بأصحاب الحل والربط في الموضوع، الذين استسلموا في الأخير بعد اقتناعهم بأن الرأي العام الجزائري هو المعني الأول بالعمل، فضربوا لنا موعدا على الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت فرنسا. * ولم يذهب تعبنا هدرا لأننا لم نكتف باستقبال بوشارب، بل التحق بنا النجم جمال دبوز الذي جلس بالقرب من الممثلة الجزائرية القديرة شافية بوذراع. * أول سؤال طرحته "الشروق" على المخرج رشيد بوشارب كان حول قراءته للتراجع الذي عرفه تعاطي الفرنسيين مع ماضيهم الكولونيالي بدليل أن فيلم "وقائع سنوات الجمر" للخضر حمينة لم يثر في 1975الضجة التي أثارها "الخارجون عن القانون" في 2010 فأجاب : "والله لست أدري، ربما أن الأمر يعود إلى أن بعض الناس تظهر لديهم بعض الأشياء بقوة وهم يستعدون لمغادرة الحياة، خاصة وأن المتتبعين يجمعون على أن أغلب المتطرفين الذين عارضوا الفيلم وهددوا بمنعه من العرض هم من ذوي الأعمار المتقدمة جدا". * ولا يخجل بوشارب من الاعتراف بأنه "صانع أفلام جدالية"، قبل أن يشير ساخرا: "انظر حولي إنني محاط بثلاثة حراس من الاستعلامات العامة.. هذا جميل لأنني الآن أستطيع الافتخار بأن وضعي يشبه وضع النجمة الأمريكية ويتني يوستن". * وفي نفس الاتجاه يضيف جمال دبوز: "تكلمنا مع المؤرخ الشهير باسكال بلانشار في نفس الموضوع، وأنا أشاطره الرأي عندما يعتبر ما حدث أمرا طبيعيا، الغريب أنه كان علينا انتظار كل هذا الوقت للخروج من هذه الوضعية المؤلمة"، قبل أن يضيف "ربما لأننا مسلمون أخذنا الوقت أكثر من الإيطاليين والبولونيين، لكننا في الأخير أندمجنا، ولم يأت ذلك بسهولة فعلينا أن نتفق بأننا نخوض المعارك منذ ولدنا وهذا الذي عشناه مع "الخارجون عن القانون" الذي صارعنا لإنتاجه منذ مرحلة البحث عن التمويل وإلى غاية عودة درجات قصر المهرجانات ب كان". * ويرى دبوز بأن "العنصرية ستتراجع شيئا فشيئا ليس فقط في فرنسا، ولكن في كل العالم بدليل وصول أوباما إلى البيت الأبيض في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ستتراجع هذه العنصرية اللعينة لتفسح المجال إلى نقاش حقيقي واحد حول ثنائية الأغنياء والفقراء". ثم يضيف "بفضل أفلام ك "الخارجون عن القانون" سيأتي اليوم ننتصر فيه على مهزلة العنصرية". * ولايخشى جمال دبوز من احتمال أن تنتهي به مواقفه هذه إلى مقاطعته من طرف الوسط الفني والإعلامي الباريسي المخملي فهو يتحدى قائلا: "نحن هنا في انتظراهم.. فليحاولوا"، ثم برر هذه الثقة بقوله: "الحمد لله أننا اليوم نستطيع فرض وجهة نظرنا، طبعا مع التأكيد على أننا لسنا أغبياء حتى نبحث عن فرض أي شيء". * واغتنم دبوز الفرصة ليمازح مخرجه بوشارب عندما توجه إليه باللوم: "ليتك وافقت على اقتراحي بتحويل "آنديجان" إلى كوميديا.. لو فعلنا لضمنا ما لا يقل عن 9 ملايير مشاهد.. طبعا فليس هناك عبث أكبر من مشاهدة مقاتلين عرب لا يحسنون استعمال البنادق في مواجهة جنود ألمان مدربين جيدا ومدججين بالسلاح". * وردا على المزحة بالمزحة قال بوشارب لدبوز "أعجبني كثيرا وصفك لنا أمس في الندوة الصحفية ب "القاعدة سينما"، ورد جمال: "فعلا فعندما يرى أحد الممولين رشيد بوشارب وجمال دبوز ورشدي زام يشعر بأنها "القاعدة سينما" تقترب منه ويرتدي عناصرها الجلابيب ويطلقون اللحى". * وبعد أن اعتبر عرض الفيلم "انتصارا في حد ذاته"، عبر رشيد بوشارب عن إعجابه بفكرة دبوز الداعية إلى إنشاء "مغرب يونايتد"، على وزن "مانشستر يونايتد"، موضحا: "انظروا إلى هذا الفيلم، فأنا من أصول جزائرية وجمال دبوز ورشدي زام من أصول مغربية وسليم بوعجيلة من أصول تونسية، هذا ما يجعلني متأكدا بأن الإرادة في حال توفرها يمكن أن تحول المغرب العربي إلى هوليوود، فلم عمل فيلم عن الاستعمار في المغرب يلعب دور البطولة فيه ممثل جزائري، كما يحدث مع فيلم "عمر رداد" الذي أنتجه ويخرجه رشدي زام والذي سيلعب بطولته ممثل تونسي"، ثم يضيف: "في منطقة المغرب أثبتنا بأننا نملك كل شيء.. نملك المواهب والطاقات والإمكانيات". لكن محدثنا أشار في المقابل إلى أنه ممثل فرنسي من أصول جزائرية "ولهذا لا يمكنني أن أدعي التجربة نفسها لمخرج جزائري ولد في الجزائر.. فمكان ولادتنا وترعرعنا يحدد الكثير من مشاعرنا وأفكارنا".