مع بداية استقبال المساجد زكاة الفطر، التي حددتها الوزارة ب 100دج، تشهد المساجد توافد أعداد متزايدة من الأفارقة الذين يشهرون دخولهم الإسلام عقب صلاة الجمعة وقبل صلاة التراويح، بالإضافة إلى انتشار متزايد للمتسولين الأفارقة عند مداخل المساجد حاملين المصاحف مرتدين أقمصة بيضاء، وهذا ما اعتبره الأئمة نوعا من الحيلة لاستعطاف قلوب وأموال الجزائريين. في جولة استطلاعية في بعض الشوارع والمناطق في العاصمة، التي يرتادها الأفارقة والجزائريون للتسول، لفت انتباهنا أكثر أسلوب لجأ إليه اللاجئون لاستعطاف المارة خاصة ونحن في شهر رمضان.. وحتى إن كانت النية لا يعلمها إلا الله، فإن البعض منهم وجدوا من السبحة وبعض الكلمات القليلة عن الدين الإسلامي، والجلابيب البيض، والإقبال على الصلاة في المساجد، وإعلان إسلامهم أمام المصلين وسيلة لصيد القلوب الرحيمة. وأصبح الدخول الظاهري في دين الإسلام أفواجا، كآخر حل لهؤلاء الأفارقة، الذين يوجدون بالعشرات أمام المساجد، وفي مطاعم الرحمة، حيث عند إجرائنا استطلاعا ليلا في محطة الخروبة، تبين أن حافلات السفر القادمة من تمنراست وولايات صحراوية أخرى، تأتي بهم إلى العاصمة، بعضهم يحترفون التسول نهارا ويعودون إلى الجنوب ليلا. وأكد الشيخ جلول حجيمي، رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، أن وضع اللاجئين في الجزائر حرج، ولم يخضع إلى حد الآن لآليات تنظيمية دقيقة، وقال إن الجانب الإنساني الديني للجزائريين تجاه هؤلاء، ليس هو الحل الجذري، في ظل تزايد عدد الأفارقة وانتشارهم في الشوارع. وقال حجيمي إن الحالة البائسة لهؤلاء تجعلهم يفعلون أي شيء من أجل المال ولقمة العيش، حيث لا يستغرب أن يستغلوا الدين في جلب الانتباه إليهم، وقال إن تغلب الإنسانية على الجزائريين، يجعلهم يغضون البصر عن تصرفات هؤلاء. وحذر الهيئات الرسمية من انتشار الأمراض والآفات الاجتماعية واستغلال الأفارقة من طرف منظمات دينية متطرفة، أو جماعات إجرامية. دعا جلول حجيمي إلى إشراك الجانب الرسمي والمجتمع المدني للتأكد من هوية ووضعية الأفارقة اللاجئين إلى الجزائر، والتكفل بهم بطريقة رسمية وجادة، مع إدماجهم في المراكز مع مناصب عمل مضمونة. وفيما يخص الزكاة، قال إن الجزائريين رحماء، ولكن يجب أن تسعى الجهات الرسمية بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية، لإيجاد طرق منظمة لجمع أموال الزكاة وتوزيع جزء منها على اللاجئين. واعترف المتحدث بتزايد عدد الأفارقة الذين يشهرون إسلامهم يوميا في مختلف المساجد، مؤكدا أن نيتهم لا يعلمها إلا الله، غير أن أغلبهم يلجؤون إلى التسول واستعطاف المصلين. في السياق ذاته، أوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أن مطاعم الرحمة لهذا العام استقطبت أعدادا كبيرة من الأفارقة، وأن مستشفى تمنراست تكفل بأعداد منهم صحيا، حيث خصص 27 بالمائة من خدماته لهؤلاء، ونفت وجود أمراض خطيرة عند الأفارقة. وقالت إن انتشار التسول من طرفهم راجع إلى عدم مطاردتهم بتهمة التسول وغض النظر عنهم من طرف السلطات لظروف إنسانية.