يرى بعض المواطنين أن العيادات الجراحية الخاصة تحولت إلى مخبر تجارب من قبل الجراحين، وصار البعض منها يشبه حوانيت تمارس فيها حرفة القص والخياطة على أجساد تطلب العافية بمبالغ تعتبرها ضامنا للحصول على أفضل خدمة. واشتكى العديد من المرضى من المعاملات التي يتعرضون إليها في عيادات الجراحة الخاصة، وتساءلوا عن الأمكنة التي يمكن أن يجروا فيها العمليات الجراحية دون أن تهان كرامتهم، ودون أن يتضرّروا من مخاطر الأخطاء الطبية بعد أن فرّوا من الإهمال الذي لاقوه في المستشفيات العمومية. وتحكي لنا "د" المعاملة السيئة التي لحقتها من صاحب عيادة جراحية خاصة ببرج البحري، حيث تجرّأ على برمجة العملية قبل سفره بلحظات، ولأنه كان مستعجلا، تقول محدّثتنا، لم ينتظر إلى غاية استشراء المخدّر في موضع العملية، التي كانت عبارة عن نزع ظفر إبهام رجلها، بل حمل عتاد الجراحة وهمّ بنزعه وهي لاتزال تستشعر أن مفعول المخدر لم يأت بنتائج بعد. ولما رفضت محدثتنا أن تجرى لها العملية، استشاط الجراح غضبا، معنّفا إياها بأنه عليها أن تصبر وتحتمل الألم الناجم عنها، إلا أنها رفضت إجراء العملية كلية، وحينها طلب منها أجر المخدر الذي استعمله لها، وكان له ذلك، حيث دفعت له 600 دج، وانصرفت بعد شجار أقحمها فيه الجرّاح الذي هبط بمستواه إلى درجة لم تكن تتوقعها المريضة. ولم يختلف الأمر مع "خ" التي قادتها ولادتها الرابعة إلى إحدى العيادات الخاصة بالشرق الجزائري، بعد أن ملّت المعاملات القاسية لصاحبات المئزر الأبيض في المستشفيات العمومية، لكنّها تفاجأت بمستوى الخدمات المتدنية، والتي لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع مبلغ 90 ألف دج، حيث لم يسمح لها بالبقاء في العيادة أكثر من يومين، كانت الوجبات فيها مقتصرة عن توفير التغذية اللازمة لأم وضعت طفلها بالعملية القيصرية. وتفاجأت "خ" بتطاول الحشرات على سريرها، الذي ظنّت أن دفع الملايين سيحول دون اقترابها منه، كما تفاجأت أيضا بطلب الممرض أن تلتزم الصمت لما طالبت ببعض الأدوية التي تعودت على تناولها في اليوم الموالي من الولادة. أما السيدة "س" التي قصد زوجها "الشروق اليومي"، فقد كادت تفقد حياتها بعد أن نسي الفريق الطبي ضمادة برحمها في عيادة توليد بالأبيار. والنماذج كثيرة على مثل هذه التصرفات، التي يحسبها المواطنون أنها تحدث فقط عند باب المستشفيات العمومية. وفي هذا الموضوع، قال رئيس عمادة الأطباء الدكتور، بقات بركاني، إن التجاوزات بالقطاع الخاص قليلة جدا مقارنة مع القطاع العام، لأن الجراح يكون فيها مجرّد مؤدّ لمهنة، مضيفا أن هناك رعاية كبيرة في العيادات الخاصة ولا تخضع مقاييسها فقط للأغراض التجارية.