استمر مسلسل التخلص من الخبز برميه في المزابل العمومية خلال شهر رمضان الجاري، حيث أقدم الجزائريون على رمي كميات منه بقيمة 240 مليار سنتيم أي بمعدل 8 ملايير سنتيم يوميا في عز التقشف، وهذا رغم التحذيرات والحملات التوعوية التي قامت بها جمعيات حماية المستهلك للحد من هذه الظاهرة المتكررة كل عام، حيث أحصى القائمون على مركز معالجات النفايات حميسي بتيبازة، لوحده رمي 16 ألف طن خلال شهر رمضان، وبمجموع 1000 طن من المأكولات خلال الشهر الفضيل. أوضح رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، أن السوق المحلية عرفت استقرارا في أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء في الشهر الفضيل، بينما بقيت أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة لكون غالبيتها مستوردة. أما فيما يتعلق بملابس العيد فأكد المتحدث أن السوق بدأ مبكرا في شهر جمادى وشعبان، فقد أقبلت 30 بالمائة من العائلات على شراء ملابس العيد خوفا من زيادات الأسعار، واستطرد المتحدث أن 80 بالمائة من الملابس المعروضة في السوق المحلية مستوردة تم جلبها من الهند، الصين، إسبانيا، وإيطاليا وهي ملابس تفتقد لشروط الحماية والجودة لكونها سريعة الاشتعال والالتهاب، فضلا عن الالتهابات الجلدية. وأكد حريز خلال نزوله ضيفا على منتدى "ديكا نيوز" أن بعض الملابس والأحذية المتوافرة في السوق المحلية تحتوي على نسبة 100 بالمائة من البلاستيك أو "السكاي"، مع أن شروط التصنيع تقتضي توافرها على نسبة 30 بالمائة على الأقل من الألياف الطبيعية. مطالبا بتفعيل المخبر الوطني لفحص المواد الصناعية الذي تأسس في سنة 2008 ولم يتجسد بعد على أرض الواقع. واعترف المتحدث بارتفاع أسعار كسوة العيد هذه السنة مقارنة بدخل العائلة فكسوة 3 أطفال تكلف ميزانية العائلة ما بين 25 و30 ألف دينار جزائري. وفي سياق منفصل حذر حريز من مواد التجميل المعروضة في السوق كونها تشكل خطرا حقيقيا على بشرة مستخدميها لاحتوائها على 20 مادة كيميائية تسبب سرطان الجلد. من جهته، اعترف نائب رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين والأستاذ بجامعة الأغواط محمد عبيدي، بارتفاع مستوى الإنفاق الأسري في رمضان فنحو 8 ملايين و200 ألف أسرة تنفق في الأيام العادية 36 ألف دينار جزائري وهو ضعف الحد الأدنى للأجر المضمون 18000 دج، أما في شهر رمضان لما فيه من خصوصية فتنفق فيه العائلة المكونة من 5 أفراد 75 ألف دج أي 4 مرات الأجر القاعدي مما يدفع معظمها للاستدانة في ظل غياب ثقافة الادخار. وكشف المتحدث من خلال دراسة أعدتها الفيدرالية حول صيام قرابة 29 مليون و700 ألف جزائري جميعهم يتطلبون تحسينا في نوعية الوجبات الغذائية وهو ما رفع معدلات التبذير، أين يتخلص المستهلكون من 10 ملايين خبزة يوميا من وزن 50 غراما.