مع حلول شهر رمضان من كل سنة تتضاعف مصاريف العائلات الجزائرية في هذا الشهر وتبلغ ذروتها، والتي تقابلها التسيير اللاعقلاني للمشتريات من خلال الإسراف والتبذير الذي لطالما طبع الشهر الكريم، إذ يقدر الخبراء أن قرابة نصف مشتريات الأسر الجزائرية تلتهمها مواد ثانوية وغير ضرورية والتي تكون في غنى عنها. وحسب ما قدره مصدرنا من جمعية حماية المستهلك، ينفق الجزائريون ما يقارب 50 بالمئة من مصاريفهم خلال شهر رمضان على مستلزمات ثانوية وتافهة وغير ضرورية على رأسها كميات إضافية من الخبز والمشروبات واللحوم والسكريات في مقدمتها حلويات السهرة، مؤكدا أن ما قيمته 50 ألف دينار تبذرها العائلات الجزائرية على مقتنيات غير أساسية وبالإمكان الإستغناء عنها. ويبلغ معدل ما تصرفه العائلة الجزائرية في الأيام العادية للسنة ما بين 30 و35 ألف دينار شهريا بينما تبلغ هاته المصاريف خلال الشهر الفضيل 100 ألف دينار أي 10 ملايين سنتيم، وبالتالي يزيد إنفاق العائلات الجزائرية خلال هذا الشهر ب7ملايين سنتيم، ما يعد مكلفا وغير عقلاني ولا يتماشى مع ترشيد الإنفاق وتقنينه، في ظل لجوء العديد من العائلات إلى الإستدانة و”الكريدي” لاستكمال أيام شهر رمضان خاصة في الأسبوع الأخير. من جهته كشف الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار ل”الفجر”، عن تخصيص العائلات الجزائرية ما يزيد عن 70 بالمائة من دخلها الشهري لتزيين مائدة الإفطار في رمضان، والتي تعد مصاريف ”معتبرة' باستحواذها على أكثر من نصف الراتب. وقال ذات المتحدث، أن مائدة رمضان تشكل جل اهتمام المواطن الجزائري خلال شهر الرحمة حيث لا تزال اللهفة ترافق الجزائريين كلما حل رمضان، فيركضون وراء بطونهم منذ الساعات الأولى للصباح بحجة الصيام، فينفقون معظم دخلهم من أجل تزيين مائدة الإفطار لكل ما لذّ وطاب. وأوضح بولنوار، أن 30 بالمائة المتبقية تنفق على النقل والملابس وغيرها من حاجيات العائلة الأخرى والمستلزمات المتبقية، خصوصا بعد أن أصبحت معظم العائلات الجزائرية تبتاع ملابس العيد لأبنائها قبيل شهر أو شهرين من حلول الشهر الكريم في محاولة للتقليل من المصاريف التي يتطلبها هذا الشهر. من جهة أخرى، دعا بولنوار إلى ترشيد الإنقاق والإبتعاد عن اللهفة والتبذير والتي تستفحل في رمضان خاصة ظاهرة رمي الخبز إذ يلقي الجزائريون ما بين 10 إلى 20 مليون خبزة في رمضان يوميا من مجموع 50 مليون خبزة مقتناة. إذ تناشد جمعيات حماية المستهلك إلى جانب اتحاد التجار المواطنين للتعقل في الاستهلاك وتغيير سلوكاتهم لكي لا يتسببوا في أزمة توفير بالمواد الغذائية والمنتجات، داعين إلى تجنب التبذير والإسراف، في ظل انهيار القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، داعين إياهم إلى استغلال هذا الشهر للعبادة والصحة عوض التعرض للتخمة التي يصاب بها الكثيرون بالخصوص خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل.