قال بيان للجيش العراقي، إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فجر مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء الشهيرة في الموصل، الأربعاء، مع اقتراب القوات العراقية الساعية لطرد التنظيم من المدينة من موقع المسجد. وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أعلن من منبر المسجد الخلافة في مناطق شاسعة في العراق وسوريا قبل ثلاثة أعوام. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على موقعه الإلكتروني: "تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري إعلان رسمي لهزيمتهم". لكن وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بالتنظيم قالت، إن طائرات أمريكية هي التي دمرت المسجد. وسارع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم المتشدد بنفي تلك المزاعم. وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان لوكالة رويترز للأنباء بالهاتف: "لم ننفذ ضربات في تلك المنطقة". وقال الميجور جنرال بالجيش جوزيف مارتن الذي يقود الوحدات البرية في القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة: "مسؤولية هذا الدمار تقع بالتأكيد على عاتق الدولة الإسلامية". ووزع المكتب الإعلامي التابع للجيش العراقي صورة التقطت من طائرة يبدو فيها المسجد ومنارته وقد سويا بالأرض وسط منازل صغيرة في المدينة القديمة وهو حي تاريخي تحاصر فيه القوات العراقية المتشددين. وقال الجيش العراقي في بيانه، إن "عصابات داعش الإجرامية" ارتكبت جريمة تاريخية أخرى بنسف مسجد النوري ومنارته الحدباء التاريخية. وأوضح البيان أن الانفجارات وقعت مع اقتراب وحدات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية التي تزحف للسيطرة على المدينة القديمة إلى مسافة خمسين متراً من المسجد. وقال متحدث باسم الجيش العراقي إن التفجير وقع الساعة 09:35 مساء بالتوقيت المحلي (18:35 بتوقيت غرينتش). ووصف الميجور جنرال مارتن تدمير المسجد، بأنه "جريمة ضد شعب الموصل والعراق". وقال الفريق عبد الغني الأسدي القائد الكبير بجهاز مكافحة الإرهاب في الموصل في تسجيل مصور نشر عبر تطبيق للتراسل: "لكن هذا ما راح يثني عزيمتنا بطردهم.. أو قتلهم وليس طردهم بعد.. وين نطردهم وين طردهم.. قتلهم داخل المدينة القديمة". وطوقت القوات العراقية، الثلاثاء، معقل التنظيم في المدينة القديمة وهي آخر منطقة تحت سيطرة "داعش" في الموصل. ونصب البغدادي نفسه خليفة للمسلمين من المسجد في الرابع من جويلية 2014 بعدما اجتاح التنظيم مناطق من العراق وسوريا. ورفرف العلم الأسود للتنظيم على منارته المائلة منذ جوان 2014. وكانت خطبة البغدادي في المسجد أول مرة يكشف فيها البغدادي عن نفسه ولا يزال الفيديو الذي بث وقتها التسجيل الوحيد له حتى الآن. المنارة كانت معرضة للهجوم وعبر مسؤولون عراقيون في أحاديث خاصة عن أملهم في السيطرة على المسجد قبل عيد الفطر الذي يحل في العراق يوم 25 أو 26 جوان. وسيعني سقوط الموصل نهاية فعلية للشطر العراقي من الخلافة حتى رغم بقاء سيطرة التنظيم على أراض في غرب وجنوب المدينة وهي أكبر منطقة يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا. وقالت مصادر عسكرية أمريكية وعراقية، إن البغدادي ترك القتال في الموصل للقادة المحليين وإنه يعتقد أنه يختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. وسمي المسجد باسم نور الدين زنكي الذي حارب الصليبيين في القرن الثاني عشر، وقد شيد في عامي 1172 و1173 بعد وفاة زنكي بوقت قصير. وعندما زاره الرحالة الشهير ابن بطوطة بعد قرنين من الزمان كان قد بدأ انعطاف المنارة ولهذا السبب أطلق عليها اسم الحدباء. وشيد المسجد بأشكال هندسية معقدة في تصميمات وجدت أيضاً في إيران ووسط آسيا. وقال نبيل نور الدين وهو باحث في الآثار والتاريخ متخصص في الموصل ومنطقة نينوى، إن المنارة لم تشهد أعمال تجديد منذ عام 1970، مما يجعلها في خطر من التفجيرات حتى إن لم يتم استهدافها بشكل مباشر. * * * * * * *