وافقت دول الاتحاد الأوروبي ال 27 الاثنين على رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل، وذلك قبل أيام فقط من موعد قمة إعلان "الاتحاد من اجل المتوسط" المقررة في الثالث عشر من الشهر القادم. وتعتبر هذه الخطوة ضربة يوجهها الأوروبيون للدول العربية التي كانت تتوقع في المقابل أن يأخذ الجانب الأوروبي في الاعتبار تحفظاته بخصوص التعامل مع إسرائيل. * ويرى دبلوماسيون بأن التسرع في رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل سيحمل بعض المسؤولين العرب على مقاطعة القمة القادمة. مع العلم أن بعض الدول العربية ومن بينها الجزائر كانت قد أعلنت عن تحفظها من المشاركة الإسرائيلية في "الاتحاد من أجل المتوسط"، وأعلن العقيد الليبي معمر القذافي صراحة رفضه له.. * وأطلقت الموافقة الأوروبية أمس خلال اجتماع مجلس الشراكة الأوروبي-الإسرائيلي في لوكسمبورغ والذي شاركت فيه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. وأكد الوزراء الأوروبيون تمسك الاتحاد الأوروبي بتطوير علاقات شراكة أوثق مع إسرائيل في إطار موسع من الأهداف والمصالح المشتركة. وأشار الوزراء في بيانهم إلى أن الاتحاد الأوروبي يستجيب بشكل إيجابي إلى المقترحات التي تقدمت بها إسرائيل في العام الماضي لرفع مستوى علاقاتهما، خاصة وأن إسرائيل تمتلك الهياكل المؤسساتية الضرورية للعمل بشكل أوثق مع الاتحاد الأوروبي. * ورفضت المفوضية الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو الرد عن سؤال حول ما إذا كانت تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "شرطا" لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق، ولكنها أقرت بأن بعض الدول العربية "تنتقد" هذا الإجراء في حين "لا تمانع" دول أخرى ذلك. وتأتي الخطوة الأوروبية في الوقت الذي تواصل إسرائيل تجاهلها لخطة الرباعية وللقرارات الدولية من خلال مواصلة سياستها الاستيطانية في الأراضي المحتلة، وهي السياسة التي تعرقل عملية المفاوضات الجارية بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية والهادفة إلى تحقيق اتفاق سلام بين الجانبين قبل نهاية 2008.. ويذكر أن لجنة تخطيط مدني إسرائيلية صادقت الأحد على خطط لبناء أربعين الف وحدة سكينة خلال العقد المقبل في القدسالمحتلة، بعضها في أحياء استيطانية من القدسالشرقيةالمحتلة. * كما صادقت اللجنة ذاتها الأسبوع الماضي على بناء 1300 وحدة سكنية إضافية في حي رامات شلومو الاستيطاني الذي يضم حاليا حوالي ألفي وحدة سكنية في شمال القدسالشرقية.. * وقد اتهم المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه أمس الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بمحاولة تقرير وضع القدس من جانب واحد، مؤكدا انه لا يمكن التوصل إلى سلام "بدون عودة القدسالمحتلة كاملة خالية من الاستيطان". وقال أبو ردينه في تصريح صحفي أن "جميع العطاءات المعلن عنها من قبل الجهات الرسمية الإسرائيلية لإقامة أو توسيع مستوطنات تقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967". وكان أولمورت قد أكد لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس "أن عمليات الاستيطان الجارية في القدس تنفذ في أحياء يهودية". * وحذر أبو ردينة من أن مواصلة الاستيطان في القدسالمحتلة ومحيطها أدى إلى احتضار عملية السلام، لأنه لا يمكن التوصل إلى أي حل دون عودة القدس العربية المحتلة كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.