تسعى الدول العربية من خلال تأكيد مشاركتها في اجتماعات الاتحاد من اجل المتوسط إلى إثبات مكانتها وثقلها كتكتل موحد، تحسبا لأية مساعٍ قادمة لرسم السياسة الإستراتيجية لهذا الاتحاد في كل منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وشكلت هذه النقطة محور نقاش الاجتماع الذي عقده الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس مع منسقي الدول العربية في مسار الاتحاد من اجل المتوسط بمقر الهيئة العربية بالعاصمة المصرية ضمن مساعي توحيد المواقف العربية تجاه الكثير من قضايا المنطقة والعالم. وأكد عمرو موسى على أهمية الوجود العربي الفعال في مثل هذه الهيئات من منطلق الثقل الذي تمثله الدول العربية ودورها المحوري في استتباب الأمن والاستقرار في حوض البحر المتوسط. وأكدت فاطمة الزهراء عثمان مساعدة وزير الخارجية المصري ومنسق الجانب العربي في إطار مسار برشلونة الاتحاد من اجل المتوسط باتفاق منسقي الدول العربية على موقف عربي واحد وقوي عشية اجتماع مدينة مارسيليا الفرنسية المقرر ليومي ال 3 و4 نوفمبر المقبل والذي يحضره وزراء خارجية الدول المطلة على المتوسط. وأضافت المسؤولة العربية انه لم يتم بعد تحديد طبيعة المشاركة العربية أن كانت ستقتصر في شكل عضو أو تتعداها إلى المراقبة. وكانت الدول العربية المطلة على حوض المتوسط شاركت في أول قمة تأسيسية للاتحاد من اجل المتوسط التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 جويلية الماضي. ويعتبر هذا الاتحاد الذي دعا إلى تأسيسه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في سياق تعزيز التعاون بين مختلف دول حوض الأبيض المتوسط صيغة جديدة لإعادة إحياء مسار برشلونة الذي فشل في إحداث ديناميكية جديدة في علاقات الدول المتوسطية وخاصة في المجال الاقتصادي ضمن خطوة اولى باتجاه تسوية كل الخلافات السياسية وخاصة ما تعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي. وجاء التحرك العربي لمشاركة الجامعة العربية في اجتماعات الاتحاد من اجل المتوسط بعد أن كشف عمرو موسى عن وجود ما يشبه اعتراض إسرائيلي على عضوية الجامعة العربية على مستوى الهيئة الجديدة وأكد أن أغلبية الدول الأوروبية لم توافق على الموقف الإسرائيلي. وكان الأمين العام للجامعة كشف بعد اجتماعه بسفراء الدول الأوروبية ال 27 لمناقشة مستقبل "الإتحاد من أجل المتوسط " عن وجود "ما يشبه فيتو أوروبي على موقف إسرائيل الرافض لعضوية الجامعة العربية في الإتحاد من أجل المتوسط". وأصر عمرو موسى على حتمية وجود الجامعة العربية في الاتحاد من أجل المتوسط ووصف ذلك بالأساسي مضيفا أن المسألة ليست في الفيتو الإسرائيلي وإنما في تمكين هذا " الفيتو". وذكر مصدر مسؤول شارك في الاجتماع أن المشاركين بحثوا أيضا مواضيع الطاقة والاتصالات ومكافحة الإرهاب والهجرة السرية وغيرها من المواضيع ذات الأهمية على المستوى المتوسطي. وقالت مصادر الجامعة العربية أن هذه الأخيرة هي التي أطلقت مبادرة السلام العربية ومن البديهي أن تحضر ذلك الإطار الجديد القديم للشراكة الأورو متوسطية "الإتحاد من أجل المتوسط". ويطرح تحديد وضعية الجامعة العربية داخل الاتحاد من اجل المتوسط عقبة أمام الانطلاق الفعلي لعمل التكتل الجديد خاصة وان إسرائيل ودول أوروبية ترفض أن تحظى الجامعة بصفة مراقب في اجتماعات الاتحاد في حين وافقت على مشاركتها في الاجتماعات الوزارية والقمم الرئاسية في الاتحاد. يذكر انه سيتم يومي ال3 و4 نوفمبر المقبل عقد أول اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد من اجل المتوسط ال 44 بمدينة مارسيليا الفرنسية لمناقشة جدول أعمال من ثلاثة قضايا أساسية والتي حالت دون انطلاق الاتحاد والمتعلقة بمسألة من يضمن رئاسة الاتحاد من الجانب الأوروبي ومقر إقامة الأمانة العامة للهيئة واختيار المدير العام ومساعده.