تعتزم جمعية الأنس لترقية ذوي الاحتياجات الخاصة ذهنيا وحركيا بالبليدة إطلاق مشروع لإنشاء مركز للتكفل بفئة الأطفال مرضى الشلل الدماغي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني من شأنه تخفيف آلام المصابين وأسرهم التي تعاني في صمت. تُعوّل جمعية الأنس لترقية ذوي الاحتياجات الخاصة ذهنيا وحركيا على وزيرة التضامن غنية إيداليا ووالي الولاية المنصب حديثا والمحسنين من أجل مد الدعم لإنجاح مشروع إنشاء مركز لفئة مرضى "الشلل الدماغي" بالبليدة يعد الأول من نوعه بالحزائر. وأوضحت رئيسة الجمعية خديجة بن قاسيمي في حديث إلى "الشروق"، أن الدافع الأول لإنشاء جمعية تُعنى بفئة المعاقين المصابين بالشلل الدماغي هو تجربة قاسية تمتد لأزيد من ثلاثة عقود من الزمن مع ابنيها قاسي ولونيس وإدراكها حجم المعاناة التي لا تنتهي لأسر المصابين بهذا الداء النادر والخطير "إي أم سي"، الذي لا أمل في الشفاء منه، فضلا عن تغييب هذه الفئة تماما من البرامج الحكومية، ما زاد وضعية هؤلاء تأزما. وأوردت محدثتنا أن هدف الجمعية وراء إطلاق مشروع مركز لفئة المصابين بالشلل الدماغي هو مؤازرة آلاف الأسر المبتلاة في فلذات أكبادها، لا سيما أن ظروف غالبيتها مأساوية، في وقت يتطلب الاعتناء بمريض الشلل الدماغي إمكانيات مادية كبيرة ورعاية خاصة، أقلها الحفاظات التي تزيد تكلفتها عن خمسة آلاف دينار شهريا، فضلا عن حصص التأهيل الوظيفي بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا نظير ألف دينار عن الحصة الواحدة ولكم تصور حجم المعاناة التي تتفاقم لدى الأسر الفقيرة، تعلق رئيسة الجمعية. وأوضحت محدثتنا أن نجاح جمعية الأنس التي تأسست سنة 2017 وتضم أطباء وإداريين وأخصائيين اجتماعيين ونفسانيين مرهون بمنحها مركزا من المنتظر أن يصبح سرحا استشفائيا للمصابين بالداء من خلال توفير التجهيزات الخاصة للترويض الحركي والذهني، موضحة أن بلدية البليدة لوحدها تحصي ما يزيد عن 300 مصاب، في وقت ترفض المراكز الطبية والبيداغوجية استقبالهم بالنظر إلى إعاقاتهم الثقيلة وما يحتاجونه من رعاية خاصة، خصوصا أن من بينهم من لا يقوى حتى على الحراك أو النهوض من فراشه، ويعانون صعوبات حتى في البلع والتغذية. وتؤكد بن قاسيمي خديجة أن مطالب الجمعية لا تعدو مد الدعم المادي والمعنوي للإسهام في إخراج فئة المصابين بالشلل الدماغي من غرفهم المظلمة من خلال مركز يوفر لهم الحماية والرعاية والعلاج، ويمكن من مساندة أسرهم التي أهدرت كرامتها وزادت جراحها بسبب المرض والعوز.