تنشط الجمعيات المدافعة عن حقوق الطفل على أكثر من صعيد، فقد تخصصت كل منها في التكفل بفئة معينة من هؤلاء الصغار الذين يعانون من مشاكل اجتماعية وصحية مختلفة، معوضة بذلك التقصير الكبير الذي تقترفه الجهات المسؤولة عن حماية الطفل والتكفل بضمان احتياجاته المختلفة. رغم التقصير الكبير الذي تعانيه فئة الطفولة في الجزائر من قبل المسؤولين والمعنيين بتحسين الظروف المعيشية وتطبيق القوانين التي من شأنها النهوض بواقع الطفل، غير أن جمعيات المجتمع المدني قررت تغطية هذا الفراغ آخذة على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الطفل والنهوض بواقعه من خلال العديد من النشاطات التي تطمح من خلالها إلى إرضاء الأطفال، خاصة المهمشين أو الذين يعانون من مشاكل صحية جسدية أو نفسية. للطفل المعاق حصة الأسد من اهتمام الجمعيات تعمل 65 جمعية بصفة منتظمة لمساعدة الأطفال المعاقين حركيا وذهنيا، وكذا المصابين ببعض الأمراض المزمنة، على غرار جمعية الصم والبكم، جمعية المرضى المصابين بصدمة النخاع الشوكي، وكذا جمعية الأمراض الوراثية، وغيرها من الجمعيات التي تعمل على تفادي تهميش هذه الفئة، وتسخير جميع الإمكانيات المادية والمعنوية لتوفير المناخ الملائم لتمدرسها. جمعية الرعاية الصحية.. هي أحد النماذج الرائدة في مجال حماية الطفل المعاق، فهي تعمل على دمجه في مراكز خاصة والتعامل معه من خلال دورات تدريبية خاصة للمربيات لإعانتهن على الأداء الفعال مع الأطفال المعاقين ذهنياً خاصة. كما عملت هذه الجمعية على العناية بدور الأيتام والحضانة، للتكفل بالأطفال المسعفين الذين يعانون حرماناً عاطفياً تسبب للكثير منهم إلى الإعاقة الذهنية أو الانطواء الاجتماعي. كما تهتم جمعية الإخلاص للرعاية الطبية كذلك بظاهرة الرسوب والتسرب المدرسيين، بالتعاون مع المختصين في علم النفس التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم، واتجهت جهودها كذلك الجمعية إلى لمحاربة آفة المخدرات من خلال توعية النشء في توعية وإيضاح مساوئ المخدرات من جميع جوانبها الصحية، النفسية والاجتماعية. .. ولليتامى نصيب من الاهتمام كذلك يحظى اليتامى باهتمام العديد من الجمعيات الساعية وراء مساعدة هذه الفئة ودعمها لمواجهة حياة حرموا فيها من التكفل الأبوي، وبين إمدادهم بالدعم المادي والمعنوي تنشط كافلات اليتيم عبر التراب الوطني، من بينها جمعية نور اليتيم، التي أسست بتاريخ ديسمبر 2009، والتي تعنى بتقديم يد العون للأيتام والطفولة المسعفة من خلال مساعدتهم على الاندماج الاجتماعي والعمل علي إيجاد مأوى لهم وأسر تتكفل بهم، وكذا العناية بهم والالتفات لهم خلال بعض المناسبات الخاصة على غرار اليوم العالمي لليتيم، شهر رمضان، الدخول المدرسي، عيد الأضحى وغيرها من المناسبات التي يحتاج فيها الطفل إلى الشعور بالاهتمام. وحسب رئيسها رابح عرباوي، فقد قامت هذه الجمعية منذ نشأتها إلى يومنا بمساعدة أكثر من 980 يتيم والتكفل المادي بقرابة 320 عائلة. والأطفال ضحايا الإرهاب؟؟ لما كان عدد الأطفال الخارجين من سنوات الجمر بخسائر جسدية وبشرية كبيرة ومؤلمة، كان لزاما على الجمعيات الاجتماعية أن تأخذ خطوة تساهم فيها في تخفيف ألم ومعاناة هؤلاء الذين لم يواجهوا اليتم فحسب، بل تعرضوا لأقسى أنواع الصدمات النفسية التي تنوء بالجبال حملها، فكيف إذا تحدثنا عن صغار في عمر الزهور. جمعية الطفولة السعيدة، كانت من بين الجمعيات التي تسعى للتخفيف من معاناة هؤلاء الصغار من خلال التكفل النفسي بالأطفال المتضررين من العشرية السوداء، بتجنيد العديد من المختصين النفسانيين في علاج الصدمات والتعامل معها، وكذا تنظيم عدة أنشطة على غرار التظاهرات الثقافية للأطفال كخلق مراكز المطالعة والترفيه والتربية المدنية للأطفال، تأطير المتمدرسين منهم ومتابعتهم عبر كل الأطوار إلى غاية نيلهم شهادة البكالوريا، مستعينين في ذلك بأساتذة ومستشارين في التربية، إضافة إلى تنظيم قوافل تحسيسية لمكافحة المخدرات عبر العديد من ولايات الوطن. كما تلعب جمعية جزائرنا، دورا كذلك من هذه الناحية لاسيما من خلال تحقيق مشروع “دار الحرية” الذي يتضمن نشاطات توعوية تستهدف الأطفال وأمهاتهم، تتعلق أساساً بحماية حقوقهم ومحاربة العنف ضدهم، وكذا الوقاية من مرض الإيدز وإعادة الدمج الاجتماعي والمهني للصغار الصغار المهمشين.