يكرم الفنان المصري المخضرم عزت العلايلي، الذي فقد زوجته الأسبوع الماضي، وأبى إلا أن يلبي دعوة مهرجان وهران، الإثنين. التقته الشروق بفندق روايال على هامش لقاء جمع ميهوبي بضيوف مدينة وهران فكانت هذه الدردشة. أيام فقط تمر على رحيل زوجتك - رحمها الله- ورغم صعوبة الظرف لبيت دعوة الجزائر.. ماذا يمثل لك تكريمك في حفل اختتام مهرجان وهران؟ الجزائر بالنسبة إلي وطني كما مصر وليس فقط بلدا شقيقا والحمد لله العلاقات الجزائرية المصرية تاريخية وقوية.. علاقة كفاح ونضال وعلاقة رؤية عربية ناضجة وأنا أرى أن الفن في المقدمة في استمرار. والرؤية الفنية تصحبها رؤية سياسية. هل حافظت على علاقاتك الفنية والشخصية بالفنانين الذين تعرفت عليهم خلال إقامتك بالجزائر؟ علاقتي بالجزائر وطيدة جدا، حضرت إلى هذا البلد الرائع رفقة الراحل عبد الحليم حافظ في أول عيد استقلال سنة 1963. وزرت الكثير من الولايات وجلت في مساحتها الشاسعة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وتعرفت على أهلها ومشاريعها. كنت دائم الحضور في مهرجانات الجزائر وقتها إلى أن تشرفت بالعمل مع المخرج أحمد راشدي في تبسة في فيلم "طاحونة السيد فابر" سنة 1973وكانت فترة من أهم فترات عمري قضيتها بين الأشقاء الجزائريين الطيبين، لا يمكن أن أنساها ما حييت. كيف يقرأ عزت العلايلي الفنان المخضرم الذي عايش أهم تحولات مصر والوطن العربي سياسيا الأعمال السينمائية والدرامية التي تناولت الحراك العربي؟ بصراحة الوضع السينمائي في الوطن العربي مرتبك ولا يواكب الشارع السياسي. والفن لابد أن يكون مواكبا لأن رسالة الفنان مهمة جدا في هذه الأوقات الحرجة التي تمر بها البلاد. سبق في تاريخنا العربي أن وقفنا على تجارب كثيرة في عدد من البلدان العربية كانت هي المصباح الهادي إلى الاستراتيجية السياسية. الشارع يسير بنهج سريع جدا، به الكثير من الانزلاقات والسلبيات والفن لا يواكب هذا. ما رأيك في فيلم "مولانا" الذي تناول جزءا مهما من تاريخ مصر السياسي؟ فيلم "مولانا" هو نموذج مما نأمل أن يكون في السينما المصرية الآن وفي السنوات القادمة، وعي وعمق في الطرح. تجربة مهمة جدا، ولكن هل من مزيد من مثل هذه الأعمال هذا هو السؤال المطروح الآن. ما سبب ابتعادك عن التلفزيون عكس أبناء جيلك مثل حسين فهمي وصلاح السعدني وعادل إمام والراحل محمود عبد العزيز؟ أنا من اختار هذا الغياب والابتعاد عن دراما التلفزيون وحتى في السينما أنا قليل الحضور منذ سنوات، لأنه كما قلت لك الوضع لا يشجع إلى حد الآن ولا يسمح في نفس الوقت بالخطأ أو الارتجال. الفنان مسؤول عن مواقفه في مثل هذه الظروف والتاريخ لا يرحم وعليه كان خياري هو الابتعاد. لم تتكرر تجربة مشاركتك في أعمال جزائرية بعد الفيلم مع المخرج أحمد راشدي أرحب بأي دور سواء مع المخرج أحمد راشدي أو كل الزملاء والأصدقاء الأعزاء الذين تعرفت عليهم سألبي الدعوة أكيد لأنه كما سبق وقلت علاقتي بالجزائر أكثر من خاصة.