تواصل وحدات الحماية المدنية لولاية سكيكدة، بمعيّة الرتل المتحرك لمحافظة الغابات، وبدعم من المصالح البلدية، وتجنيد لعدد كبير من المواطنين، عمليات إخماد 6 حرائق ماتزال مشتعلة وتشكل خطرا كبيرا منذ يومين، على مستوى إقليم تمالوس وعين قشرة، بينما نجحت ذات المصالح خلال ال48 ساعة الأخيرة في إخماد 35 حريقا، شبّ عبر نحو 16 بلدية، أخطرها بمناطق غربي سكيكدة، وأعنفها تم تسجيله بقرية تاغراس ببلدية بين الويدان. إذ جندّت مختلف المصالح جميع إمكانياتها من أجل تجنيب كوارث حقيقية بالمنطقة، بعد أن أتت ألسنة اللهب على 70 هكتارا في رمشة عين، وحولت 1200 شجرة زيتون إلى رماد في دقائق معدودات، بينما سارعت وحدات الغابات والحماية المدنية لإنقاذ منازل المواطنين الذين فروا من منازلهم أمام الدخان الكثيف والنيران المتصاعدة في محيط القرية ومن كل الجوانب، وسجلت ال48 ساعة الأخيرة، حرائق مهولة بكل من حجر مفروش وواد زقار وبني رحمة، والفج ببين الويدان وقرية أغبال وغيرها، ولم يعد من حديث لدى المواطن سوى عن هذه الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس، متسائلين عن أسباب نشوب هذا العدد الهائل من الحرائق في وقت قصير وفي فترات متزامنة ما يحول دون تمكّن المصالح المختصة من إخمادها. وخلفّت الحرائق المهولة التي شبت بمختلف ربوع الولاية منذ الفاتح من شهر جوان الماضي، والى غاية الثاني من شهر أوت الجاري، نشوب نحو 150 حريق، تسببت في القضاء على نحو 700 هكتار من الغطاء الغابي الكثيف والجميل والساحر عبر مختلف بلديات المصيف وإقليم بلديتي غين قشرة وتمالوس، كما قضت على ما يقارب 800 هكتار من الأحراش والغابات الخفيفة، وحولت ما يقارب ال 15ألف شجرة مثمرة أغلبها من أشجار الزيتون إلى رماد، فضلا عن العشرات من خلايا النحل وعدد كبير من البيوت البلاستيكية الخاصة بتربية الدواجن. وبينما توجه أصابع الاتهام لعصابات المتاجرة بالفحم، متهمين إياها بالوقوف وراء هذه الحرائق الشرسة التي حولت أشجارا عمرها يزيد عن ال500 عام إلى حطام قصد استغلالها في بيع الفحم، توجّه أصابع الاتهام أيضا للكثير من الفلاحين والانتهازيين الذين يقومون بإضرام النار في الغابات والمحيطات الغابية المجاورة لمنازلهم وبساتينهم قصد توسيع المساحات الأرضية التي يستغلونها، باشرت وحدات الدرك الوطني عبر عدد من البلديات جملة من التحقيقات الأمنية للكشف عن المتورطين في هذه الجرائم الخطيرة.