أدى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال اليومين الماضيين بولاية سكيكدة إلى اندلاع حرائق في الغابات الكثيفة والحقول والأحراش، وقد حاصرت عديد المواطنين بمناطق متفرقة مخلفة خسائر مادية وإتلاف أشجار التين والزيتون، التي تعتبر مصدر رزق العائلات الفقيرة وما ساعد في انتشارها هبوب الرياح. وجدت فرق التدخل التابعة لمصالح الحماية المدنية صعوبة للوصول إلى منطقة النار لإخمادها ووضع حد لمسار بعض الحرائق التي شهتها المنطقة على غرار الحريق المهول الذي شب، زوال أمس الأول، بغابة ''لكديات'' ببلدية بين الويدان غربي الولاية، أين تسببت السنة النيران في إتلاف أزيد من 150 هكتارا من الأحراش والبلوط إلى جانب أشجار التين والزيتون. وقد صعب على أعوان الحماية المدنية التدخل بسبب انعدام مسالك، ما جعل السكان يتذمرون من الجهات المعنية، وعلى رأسها مديرية الغابات التي لم تتدخل لوضع مسالك غابية في وقت سابق، رغم علمها بضرورتها، ما جعل كل القرى مهددة بالحرائق. وتطوع الشباب لإخماد الحريق بوسائلهم الخاصة، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية ممتلكاتهم من الحريق، وامتدت سحب الرماد والدخان لتغشى سماء البلدية بأكملها، ما أسفر عن حالة اختناق بالغ في الأجواء وحجب تام للرؤية ليس فقط في القرى الجبلية، بل أيضا في بقية الأماكن الحضرية البعيدة عن أماكن الحرائق، كما شهدت كافة أرجاء الولاية ارتفاعا هائلا في درجة الحرارة التي تعدت 40 درجة مئوية. وعاشت بلديات أخرى كرمضان جمال وفلفلة وبوشطاطة وعين بوزيان يوما من الذعر والجحيم وسط ألسنة النيران، حيث صارع بعض أهلها بمفردهم لإنقاذ بقايا ممتلكاتهم، فيما فرت عائلات أخرى بجلدها بغرض إنقاذ حياتها من الهلاك، حيث أتت ألسنة النيران المشتعلة على مساحة تزيد عن 50 هكتارا من الغطاء النباتي، خلال ال48 ساعة الماضية، هذا في الوقت الذي لا تزال فيه ألسنة النيران مشتعلة ببعض بلديات الولاية، وتزامن هذا مع رياح قوية خلفت انهيار عديد الإسطبلات والمداجن.