خلفت موجة الحر في الولايات الداخلية وبعض الولايات الشمالية، إتلاف مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية والمساحات الغابية وإحداث هلع وسط السكان القاطنين بمحاذاة المساحات الغابية والذين اضطروا إلى ترك ديارهم والفرار من النيران التي التهمت الأخضر واليابس. ففي عدة بلديات شرق ولاية بومرداس أتلفت مساحات كبيرة من الغابات، وأفاد مواطنون من بلديات بني عمران وعمال ويسر أنهم عاشوا أوقاتا عصيبة بفعل النيران التي أتت على مساحات غابية كبيرة، في حين اضطر سكان قرية ايث خليفة إلى الفرار من بيوتهم خوفا من النيران التي وصلت إلى حدود منازلهم، وأدت النيران إلى إتلاف أزيد من 500 شجرة مثمرة من الزيتون وعدد آخر معتبر من التين في حين كبدت مربي النحل خسائر كبيرة. وكشف محافظ الغابات بالطارف محمد طيار ل«الخبر” عن أول حريق اندلع ظهر أمس بمنطقة كبودة ببلدية بن مهيدي، وقد سارعت إلى تطويقه وإطفائه الوحدات المسخرة في محيط المنطقة. كما أتت الحرائق في عدد من مناطق ولاية تيزي وزو أول أمس الجمعة على مئات من أشجار الزيتون، وأشجار الفلين، حيث تحولت إلى رماد، وذكرت مصادر من الحماية المدنية أن أكبر الحرائق سجلت بكل من تيزي غنيف وآيت عيسى ميمون التي التهمت فيها النيران ما لا يقل عن 30 هكتارا أغلبها أشجار الزيتون والفلين، وهي الخسائر التي لا تبتعد كثيرا عن تلك المسجلة بضاحية تيزي غنيف جنوبي الولاية في نفس اليوم، وشهدت كل من مناطق أزفون، إفليسن وآيت يحيى موسى حرائق متفاوتة أتت على عدد من الهكتارات لكن بخسائر أقل. ومن جهة ثانية اندلعت النيران مساء الجمعة في 3 شاحنات مركونة داخل حظيرة بمدينة ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو، وقالت مصادر محلية إن الشاحنات المذكورة كانت تستعمل لنقل إحدى النوعيات الأجنبية للمشروبات الغازية، حيث اندلعت فيها النيران فجأة داخل الحظيرة، حيث لا تزال أسباب الحادثة مجهولة. وفي سكيكدة تمكنت الحماية المدنية بعزابة أمس من إنقاذ سكان منطقة بئر فرينة من الحريق الذي اندلع في الغابة المحاذية للمنطقة والذي استغرق وقتا في إخماده. واستنادا لنفس المصدر فإن الحريق قد يكون مصدره ارتفاع الحرارة التي اجتاحت البلاد خلال ال24 ساعة الماضية، التي وحسب الحماية المدنية فإن حرائق أخرى متفرقة سجلت أمس بعدة جهات من الولاية منها الحروش وبني بشير لكنها حرائق بسيطة أتلف الأحراش والأدغال كما أفادت أنها لم تسجل خسائر بشرية. وفي ولاية تيبازة أتلفت الحرائق التي نشبت منذ أول أمس قرابة 20 هكتارا من الغابات والأدغال عبر أقاليم بلديات تيبازة وفوكة وڤوراية وسيدي اعمر والداموس. ورجحت مصادر من الحماية المدنية بتيبازة أن تكون موجة الحر المرتفعة المسجلة أول أمس الجمعة وراء نشوب هذه الحرائق أو سرعة انتشارها، وأضافت أن وحداتها تدخلت على مستوى ثماني نقاط من أجل إخماد الحرائق التي كانت وراء زيادة ارتفاع درجة الحرارة بالولاية. من جانبها، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقاتها في ملابسات نشوب الحرائق عبر المواقع المذكورة لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها.