دق سكان قرية ترهنانت الواقعة إلى الشمال من مدينة تمنراست ناقوس الخطر جراء الوضع الصحي المتدهور الذي يعانون منه، إذ لا يزال أطفال قرية ترهنانت يصابون بأمراض تم القضاء عليها في البلاد منذ سنوات، على غرار الحصباء والسعال الديكي، هذا إضافة إلى انعدام شبه تام للتغطية الصحية ومشاكل تنموية عديدة على مستوى التجمع السكاني المذكور. وأوضح سكان ترهنانت للشروق أن الخدمات الصحية التي يستفيدون منها من خلال قاعة العلاج، لا تستجيب لتطلعاتهم كون هذه الأخيرة عاجزة عن تقديم أبسط العلاجات كونها لا تتوفر على الوسائل الطبية الضرورية، وهو ما يتطلب نقل المرضى الذين تشخص حالاتهم بالحرجة والمستعجلة إلى مستشفى مدينة تمنراست. وناشد المواطنون في السياق، مديرية الصحة والسكان بتمنراست ببرمجة دورية للطب، وذلك مرة واحدة أسبوعيا على الأقل، وذلك للتخفيف من عملية تنقل المرضى من وإلى عاصمة الولاية، لكن المشكلة الكبرى التي باتت هاجسا كبيرا يقض مضاجع سكان ترهنانت هي تسجيل حالات إصابة لداء الحصبة أو بوحمير كما يسمى محليا، وأرجعوا سبب ذلك إلى التأخر في مواعيد تلقيح الأطفال. وعبر الأهالي عن تخوفهم من أن يتم انتشار المرض بشكل وبائي بينهم في حال عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة، كما يشتكي سكان قرية ترهنانت من تردي وضعية المرافق الإدارية والخدمات التي تقدمها هذه الأخيرة على قلتها، حيث يطالب الأهالي بضرورة تعبيد الطريق الترابي الرابط بين القرية ومقر البلدية، إذ باتت وضعية الطريق الوقت الحالي خطرا على أصحاب المركبات، جراء الحفر العميقة، والتي تزايد عددها خاصة بعد الأمطار التي تهاطلت على المنطقة وجريان الوادي وباتت وضعية الطريق تؤثر حتى على تموين السكان بمختلف المواد الغذائية والوقود، وطالبوا في السياق بإعادة الاعتبار للمسلك المروري المذكور في أقرب وقت. وفي سياق آخر مازالت ترهنانت غير مربوطة بأي شبكة هاتفية للهاتف النقال ناهيك عن شبكة الهاتف الثابت، ما أدخل السكان في عزلة قاتلة، عزلتهم عن عالمهم الخارجي، إذ يضطرون للمشي مسافات ليست معتبلرة من أجل إجراء مكالمة هاتفية، وطالبوا في هذا الخصوص ببرمجة مشروع للربط بشبكة الهاتف النقال، على غرار باقي القرى من أجل تسهيل التواصل بالعالم الخارجي، خاصة أن قائمة الراغبين في الاشتراك في خدمة الهاتف النقال لمؤسسة موبيليس تجاوز عددهم ألف مشترك محتمل على الأقل، وأرسلوا القوائم لمقر لشركة مطالبين بتثبيت هوائي خاص بها. من جهة أخرى، يبقى مطلب الإنارة العمومية مرفوعا من قبل السكان، خاصة أن القرية تشهد ارتفاعا في حالات التسمم العقربي، والتي يعد الظلام الذي يسود القرية واحدا من العوامل التي زادت من حدته. ويتطلع أهالي القرية من والي تمنراست المعين التدخل من أجل تحسين الأوضاع في القرية وحلّ مشاكلها المستعصية.