تسود حالة من السخط والغضب، هذه الأيام، في وسط الأئمة بعد تصاعد موجة العنف وتزايد الاعتداءات عليهم داخل بيوت الله وحتى خلال تأديتهم الصلاة، بعدما كان الإمام سابقا يحظى بالاحترام والتقدير وسط المواطنين ويسهم في إخماد الفتن وحل الخلافات بدخوله البيوت.. وأمام تكرار هذه الحوادث، طالب الأئمة بقانون خاص يحمي الإمام والكشف عن نتائج التحقيقات السابقة. عادت ظاهرة الاعتداءات على الأئمة إلى الواجهة.. فما فتئت الجرائم المرتكبة ضدهم تتزايد باستمرار. وبالرغم من الاحتجاجات التي يخوضونها في كل مرة ومساعيهم للفت الأنظار حول استهدافهم من قبل أعداء المرجعية، وفتح الكثير من التحقيقات في حوادث اعتداءات مشابهة، لكن نتائجها لم تظهر بعد. وأثارت قضية الاعتداء على إمام مسجد الرحمة ببئر الجير بولاية وهران، البالغ من العمر 45 سنة، إمام أزهري لديه مستوى تعليمي عال ومشهود له بوفرة العلم، تعرض للضرب والتعنيف داخل بيت الله أثناء الصلاة من قبل مصلين متشددين، وكانت الضربات على الوجه والصدر.. وقد سبق لهم محاولة منعه من الصلاة موجة كبيرة من التذمر لدى عاملي قطاع الشؤون الدينية الذين احتجوا أمام مسجد الإمام المعتدى عليه. وكانت قبلها حادثة الاعتداء على وكيل الأوقاف بولاية تيارت، وقد تعرض للضرب داخل مديرية الشؤون الدينية أمام مرأى الجميع من قبل مسبوق قضائيا بسبب خلاف حول محلات تجارية. وقد أعادت الواقعة الحادثة التي أودت بحياة الشيخ محمد وهو إمام مسجد في أم البواقي، رب عائلة مشهود له من قبل الجميع بحسن الخلق والسلوك، إلى الأذهان، فقد اعتدي عليه داخل المسجد وقدم على إثر ذلك شكوى ثم صفح عن المعتدي وتنازل عن القضية ليعاود نفس الشخص الترصد له ومباغتته ليقتله. وقبلها راح إمام مسجد بعين الدفلى، ضحية قتل شنيعة وهو صائم بطعنة خنجر من الظهر فقد كان حريصا على فعل الخير ولا يترك مسلكا له إلا ومشى فيه، وقد توجه إلى مجموعة من الشباب المنحرفين ونصحهم بالتوبة والعودة إلى جادة الصواب والابتعاد عما هم فيه، وهو ما لم يعجبهم فانتقموا منه بقتله. وفي هذا السياق، أرجع الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، هذه الحوادث المتكررة إلى خلافات شكلية واختلاف في القناعات والمرجعية الدينية بين الإمام والمصلين، مرجحا أن تكون أياد تسعى للتحريض وضرب المرجعية الوطنية، كما يلعب الفراغ القانوني دورا كبيرا في ذلك. وهو ما جعلهم يسعون من خلال تواصلهم مع وزير العدل لاستصدار قانون يجرم التعدي على الإمام نظرا إلى الدور المهم الذي يؤديه، فهو يعمل على حماية الجمهورية ومؤسساتها ولا أحد يحميهم. ودعا الشيخ حجيمي إلى ضرورة توفير الحماية القانونية وتسريع وتيرة التحقيقات الأمنية وإظهار نتائج الجرائم السابقة مثل التحقيق في حادثة حرق منزل إمام بولاية تيارت، التي لم تظهر نتائجها إلى حد الآن، مع تشكيل خلية أزمة وتفعيل لجنة مشتركة بين وزارات الداخلية والعدل والشؤون الدينية، معتبرا أن المساس بالإمام ليس مثل المساس بالشخص العادي، خصوصا أن الأئمة الذين يعتدى عليهم هم أهل المرجعية. وطالب المتحدث بإلحاق أشد العقوبات بالمعتدين على الأئمة. وكشف المتحدث عن وجود مؤامرة من قبل أعداء المرجعية الوطنية تهدف إلى تشويه صورة الأئمة من خلال تلفيق قضايا اعتداءات جنسية وجرائم لهم.. وهذا يتم بطريقة مدروسة ومبرمجة وغالبا ما يثبت عدم صحتها.