أكد مصدر سعودي مسؤول، الأربعاء، أن بدلاده لم تطلب أية وساطة بأي شكل كان مع إيران. وأضاف أن ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً. وجاء هذا في تصريح مكتوب لمصدر سعودي مسؤول نشرته وكالة الأنباء السعودية، الأربعاء، دون الإفصاح عن هويته. يأتي النفي السعودي بعد 3 أيام من تصريحات لوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، قال فيها إن السعودية طلبت من بلاده رسميا "التوسط من أجل تخفيف التوتر بين الرياضوطهران". وقال المصدر المسؤول إن المملكة "لم تطلب أية وساطة بأي شكل كان مع جمهورية إيران". وأوضح "أن ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عارٍ من الصحة جملة وتفصيلا". في حين جددت السعودية اتهاماتها لطهران ب "نشر الإرهاب"، وأكدت في هذا الصدد "تمسكها بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ويتدخل بشؤون الدول الأخرى". وذكر المصدر أن "المملكة ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه، بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية، ويستمرئ الكذب وتحريف الحقائق". وشددت السعودية على "خطورة النظام الإيراني وتوجهاته العدائية تجاه السلم والاستقرار الدولي". ولفت المتحدث إلى أن بلاده "تهيب بدول العالم أجمع العمل على ردع النظام الإيراني عن تصرفاته العدوانية، وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة والأنظمة والأعراف الدبلوماسية". والأحد الماضي، صرح وزير الداخلية العراقي، الأعرجي، خلال زيارته لإيران، أن السعودية طلبت من بلاده رسميا "التوسط من أجل تخفيف التوتر بين الرياضوطهران". ونشر موقع "السومرية نيوز" العراقي بيانا مقتضبا في اليوم التالي (الإثنين) نقل فيه عن الأعرجي قوله إن "السعودية لم تطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي التوسط بينها وبين إيران". وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير 2016 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة. إعلان قطع العلاقات جاء على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة الرياض في طهران، وقنصليتها بمدينة مشهد شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر (شيعي) مع 46 مدانا بالانتماء إلى "التنظيمات الإرهابية". كما يخيم التوتر على العلاقات بين البلدين بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، وكذلك الملفان اليمني والسوري، حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد في سوريا، ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في اليمن.