كشف محافظ الغابات لولاية قالمة، السيد بشير دينار، ل"الشروق"، الجمعة، أن أعوان مقاطعة محافظة الغابات الموجودين بغابة جبل بني صالح، قد رصدوا في الأيام القليلة الماضية، عودة بعض رؤوس حيوان الأيل البربري المهدد بالانقراض، إلى داخل المحمية الطبيعية، بجبل بني صالح بأقصى الجهة الشمالية الشرقية لإقليم ولاية قالمة، على حدودها مع ولايتي سوق أهراس والطارف. بعدما طالتها سلسلة الحرائق التي التهمت قبل أيام فقط ما لا يقل عن 5000 هكتار من الغابة وأتت على نحو 40 بالمائة من المحمية الطبيعية، وتسببت في هجرة بعض الحيوانات النادرة التي كانت داخلها، ومنها الأيل البربري. وأضاف محافظ الغابات بولاية قالمة، أن أعوان محافظة الغابات مازالوا يواصلون البحث داخل أرجاء الغابة، للعثور على بعض الحيوانات التي كانت داخل المحمية، أو العثور على جثث متفحمة للأيل البربري قصد إبلاغ الجهات المعنية، خاصة أن هذا الحيوان من الأصناف النادرة المحمية عالميا بقوانين خاصة، مؤكدا في ذات السياق أنه إلى حد الساعة لم يتم العثور إلا على جثّة خنزير متفحم التهمته النيران بين أرجاء الغابة. وأضاف بشير دينار أنه من الضروري وجود مختلف الحيوانات والنباتات التي تسعى محافظة الغابات لإعادتها إلى المحمية بشتى الطرق والوسائل، للحفاظ على التوازن البيئي والإيكولوجي داخل الغابة، مجددا تأكيده على أن سلسلة الحرائق التي شهدتها غابة جبل بني صالح منذ نهاية شهر جويلية الماضي التي استمرت على مدار تسعة أيام كاملة، كانت بفعل فاعل، وتسببت في كارثة بيئية أخلّت بالتوازن الإيكولوجي داخل الغابة، بعدما التهمت أكثر من 5000 هكتار من المساحة الغابية التي تحولت فيها الأشجار إلى حطام، وهو ما دفع بمحافظة الغابات إلى رفع شكوى رسمية إلى الجهات الأمنية التي مازالت تواصل تحرياتها وتحقيقاتها لتحديد هوية مرتكبي جريمة إضرام النيران في الغابة، التي فقدت مساحات هامة من مكوناتها الطبيعية، من أشجار الزان والصنوبر والكاليتوس والفلين وغيرها من الأصناف النادرة، التي تتطلب استعادتها ضرورة الانتظار عدّة عقود من الزمن، في انتظار تقرير الوكالة الوطنية للتصوير الفضائي للقيام بعملية حصر الخسائر التي تسببت فيها الحرائق التي شهدتها المنطقة بدقّة.