استعادت بلدية الربعية، الواقعة جنوب شرقي المدية، أمنها واستقرارها بعد عشرية اضطر فيها سبعة آلاف نسمة إلى الهجرة والنزوح إلى أماكن أخرى، وبعد استتباب الأمن وعودة السكان إلى أراضيهم أصبحت البلدية لها عدة انشغالات يرفعها مواطنوها على مدار أيام السنة. فرغم الاتساع الذي شهده نسيجها العمراني إلا أن البارز في البلدية هو طابع أراضيها الفلاحي الذي يتوزع على 22 قرية، بالإضافة إلى الحي القديم الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، وتبقى القرية الفلاحية التي أشرف على تدشينها الراحل هواري بومدين سنة 1978 من أهم المحطات التي يعتز بها سكان المنطقة إلى حد اليوم. وعبر العديد من السكان عن جملة من الانشغالات أولها شبح العزلة الذي مازالت البلدية لم تتخلص منه بعد شبح الإرهاب الذي عطل التنمية بها وهجر سكانها ليتقلص تعدادها البشري إلى حدود خمسة آلاف نسمة. فحسب أحد السكان، فإن الآمال كلها تبقى معلقة على تهيئة وتعبيد الطريق البلدي الذي يربط الربعية بفرقة المرابطين مرورا بأولاد حضرية للوصول إلى شلالة العذاورة.. وهو المسلك الذي يعتبره سكان المنطقة الرئة التي بإمكان منطقتهم أن تتنفس منها، خاصة أن هذا الطريق يقلص المسافة باتجاه عاصمة الولاية بعشرات الكيلومترات بالنسبة إلى مستعملي الطريق الوطني رقم واحد والطريق رقم 62. ورغم المشاريع التي استفادت منها المنطقة في مجال برامج مخططات التنمية خاصة في مجال البناء الريفي وقطاع الري، فإن بعض المرافق التي تتوفر عليها البلدية تبقى خارج الخدمة كمقر سوق الفلاح سابقا وحمام البلدية والمخبزة، بالإضافة إلى توسعة ملحقة التكوين المهني. ومن بين مطالب السكان تهيئة الملعب البلدي وتغطيته بالعشب الاصطناعي وتدعيمه بمدرجات، الذي يبقى حلم شباب الربعية في ظل عودة النشاط الرياضي من خلال فريق المولودية لكرة القدم الذي عاد إلى الواجهة بعد غياب دام عدة سنوات من خلال تنظيم دورات رياضية، كان آخرها دورة في رياضة الكرة الحديدية التي أسهمت في إعادة جمع شمل شباب المنطقة دون نسيان فريق قدماء اللاعبين الذي أسهم في فك العزلة عن المنطقة من خلال التظاهرات الرياضية التي ينظمها خارج وداخل البلدية.. وغياب المشاريع الاستثمارية التي توفر مناصب شغل للشباب، فباستثناء نشاط تربية الدواجن الذي سجل ازدهارا له في السنوات الأخيرة وأسهم في التقليص من شبح البطالة بالمنطقة.