يعتبر باعة الألعاب موسم الأعياد فرصة حقيقية لتحقيق أرباح مادية، لذا يتحينون هذه الفرصة لعرض كل جديد، ومع اقتراب عيد الأضحى سجلت هذه المحلات طلبات كثيرة على "السبينر"، اللعبة الأكثر انتشارا لدى الأطفال والمراهقين الذين يتفننون في لعبها ويتبارون في استعراض مهاراتهم في الشوارع، لتتحول من لعبة تزيل القلق إلى ظاهرة ترافق الشباب، ويشاركون فيديوهاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. برع المراهقون في إبداع ألعاب جديدة باستخدام لعبة "السبينر"، وهي لعبة ثلاثية الأجنحة تقوم بالدوران حول نفسها في منتصفها دائرة صغيرة، ويلعب بها عن طريق الإمساك بها بين الأصابع وتدويرها. واكتسحت هذه اللعبة العالم. وقد اخترعتها سيدة أمريكية كانت تعاني من وهن عضلي حاد واضطراب المناعة الذاتية، وكانت تقوم بتربية ابنتها الصغرى ولأنها لم تكن تقوى على مشاركة ابنتها اللعب بسبب المرض صممت هذا الاختراع بشكل تستطيع هي وابنتها الاشتراك في اللعب به وتدويره. ونحن نتجول في ساحة الشهداء، طرقت مسامعنا عبارات لشباب ينادون "سبينر صولد" وهي كلمات كانت كافية لحشد وجمع الأطفال وأوليائهم والشباب من حولهم، ليفحصوا "السبينر" المعروض للبيع بسعر 300 دج وهو سعر منخفض جدا مقارنة بالأسعار المعروضة في المحلات التجارية، وقد أرجع البائع الأمر إلى اختلاف النوعية ليضيف: "لقد كنت أبيعها بسعر أغلى من هذا لكن اقتراب عيد الأضحى دفعني إلى بيعها وجلب بضاعة جديدة". ألقينا نظرة سريعة عليها فوجدناها لا تختلف كثيرا عن المعروضة في المحلات التجارية وتباع بسعر 1700 دج، وهي من صناعة صينية كحال 60 بالمائة من الألعاب المتوفرة في السوق المحلية، وعندما فتشنا عن علامة اللجنة الأوروبية ce وجدناها لا تحملها، فهي غير مسموح ببيعها في دول أوروبا وهي بمثابة قمامة عندهم، ومع أن الألعاب الموجودة في السوق تخضع لمراقبة العديد من الوزارات منها الصحة، التجارة، الداخلية... ويتم استيرادها برخصة من 23 دولة في العالم، لكن البعض منها يفتقد معايير الجودة وشروط السلامة. ونجحت هذه اللعبة المنتشرة عالميا في استقطاب المراهقين والشباب الجزائريين الذين راقت لهم فكرة مساهمة الأداة في تخليصهم من القلق والتوتر، لتصبح بمرور الوقت وسيلة للعب والترفيه فيبرعون في استعمالها بوضعها على أكفهم وأيديهم وفوق رؤوسهم، محاولين شد الأنظار إليهم والكشف عن مهاراتهم المتنوعة ويحرصون على توثيق هذه اللحظات المهمة بالفيديو. وعن اللعبة يقول أحد المراهقين: "السبينر هي اللعبة الأكثر رواجا بين المراهقين وأفضل وسيلة للتسلية بعضهم يلعب بها في الحافلات، الميترو، الطريق في كل وقت وكل مكان ولم يعد "سبينر" واحدا كافيا بل بعض البارعين يلعبون بثلاثة أو أكثر". ورغم الدعاية والجدل الكبيرين المرافقين للعبة غير أن المختصين النفسيين نفوا فرضية مساهمتها في إزالة القلق والتوتر وإراحة الأعصاب فالخاصية الوحيدة التي تتمتع بها على حد قولهم هي تمرين وتحريك اليدين وشغل اللاعبين بها فقط لا غير وما يزعمه البعض عن مساهمته في إراحتهم ناجم عن اعتقادهم العميق في عقلهم الباطن بذلك مما ينعكس على نفسيتهم.