صرح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بأن التحالف مع حركة النهضة الإسلامية في الحكم كان خطأ منذ بدايته، واعتبر النظام السياسي بتونس شاذ فيه الحرص على استقلالية المؤسسات إلى حد تعطيلها وشلها. وقال السبسي إن هذا التحالف فرضته نتائج الانتخابات التي لم تمكن حزب النداء من الأغلبية، مشيرا إلى أن الأغلبية كانت ستمكننا من تشكيل الحكومة بمفردنا من دون الحاجة إلى حركة النهضة". وأضاف السبسي، في حوار مع صحيفة الصحافة التونسية، أمس، النهضة كانت جاهزة لتلك الاستحقاقات وقبلت التحالف ولكن ليس بشروطها، مع أمل المساهمة في جلبها إلى خانة المدنية ولكن يبدو أننا أخطأنا التقييم". وأشار السبسي إلى أنه قبل القيام بهذه الخطوة بحث طويلا عن أحزاب تشبه النداء في تصوراتها ورؤيتها للدولة والمجتمع، موضحا أن هذه الأحزاب التي تصنف بالمدنية لم تكن تمتلك وعيا سياسيا بدقة المرحلة، والتقاط الفرصة من أجل سد الطريق أمام من كان يسعى على الدوام إلى شكل من أشكال الردة المجتمعية. وأكد الرئيس التونسي، أن الوضع الدقيق حتّم الدخول في تحالف يكون حلا للمشاكل المطروحة أو على الأقل لا يزيدها تعقيدًا. إلى ذلك، أجرى رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، تحويلا وزاريا واسعا، أمس، شمل عشر وزارات من بينها الداخلية والدفاع والمالية والتنمية في مسعى لإعطاء الحكومة دفعة جديدة لإجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة وإنعاش الاقتصاد. وعين يوسف الشاهد، في أول تعديل وزاري منذ تكليفه برئاسة الوزراء قبل عام، رضا شلغوم وهو مدير لمكتبه سابقا ومقرب من حزب نداء تونس وزيرا للمالية بينما عين لطفي براهم آمر الحرس الوطني، وزيرا للداخلية خلفا لهادي مجدوب.