احتج، نهار السبت، المئات من سكان حي لرموط بتبسة وشاركهم بعض الأفراد من أحياء مجاورة، وقاموا بغلق الطريق الرئيسي في وجه حركة المرور لنحو ساعتين، تضامنا مع عائلة دراجي، إثر اختفاء السيدة سامية سلام، في ظروف غامضة ومشوبة بالألغاز، لم يجد لها أهلها أي تفسير. وتعالت أصوات السكان، مناشدين السلطات المختصة بالبحث عن أمّ أمينة ومرام، البالغتين من العمر 9 و3 سنوات، فإن الزوج عليّ دراجي، قال للشروق إن زوجته سامية البالغة من العمر 41 سنة، والتي تعمل بالإقامة الجامعية 1500 سرير، كانت ليلة الأربعاء الماضي ببيتها على غرار باقي الأيام، حيث حضّرت أدوات البنت الكبرى، المتمدرسة بالسنة الرابعة ابتدائي، وفي الصباح سرّحت شعرها، وقبّلتها قبل الخروج من المنزل، باتجاه المدرسة. بعدها وفي حدود الثامنة تقريبا، يقول الزوج "خرجت نحو عملها، كما توجهت أنا أيضا إلى العمل"، لكن في منتصف النهار، اتصلت بها هاتفيا على غرار باقي الأيام، لتفقد أحوالها، لكن الهاتف كان مغلقا على غير العادة، وحاولت كما قال عدة مرات، ولكن لا حياة لمن تنادي، وهو ما دفع بي، كما قال التوجه، إلى الجامعة حيث أخبرني الحارس، بأنها دخلت الإقامة فعلا، لكن المدير نفى وجودها، وقال إنها غابت عن العمل، وقد بقيت مدة طويلة بالإقامة وأنا أبحث عنها، إلى غاية الفترة المسائية ما اضطرني، إلى التوجه إلى مصالح الشرطة، لتقديم بلاغ، ومن ذلك الحين لم تظهر أم أبنائي، وأنا أناشد الجميع، أن يبحثوا عن مكان تواجد زوجتي التي هي نِعم الأم والزوجة. من جهته السيد سلام، والد الزوجة المفقودة، بكى بحرقة، وأبكى كل من كان حاضرا، ولم يستطع التحدث بطلاقة، حيث قال: أنا لا أريد شيئا، إلا ظهور ابنتي، وهو الشعار الذي رفعه السكان الذين قاموا بتعليق صورة قديمة لسامية، بالسيارات والحافلات وعلى الجدران، رافعين صوتا واحدا، لا نريد إلا عودة سامية، وكلنا سامية، لكن الغريب الذي أدهش أهل سامية هو اختفاء كل صورها وبطاقاتها من المنزل باستثناء صورة قديمة تم استعمالها في الإعلان عن اختفائها.