فاجأ الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أعضاء المكتب السياسي بتعيينه ثلاثة أعضاء جدد في هذه الهيئة القيادية، في وقت تعكف فيه القوة السياسية الأولى على التحضير لخوض الانتخابات المحلية. ويتعلق الأمر بكل من وزير الفلاحة والتنمية السابق، عبد السلام شلغوم، ووزير العلاقات مع البرلمان، الظاهر خاوة، ووزير الرياضة السابق، الهاشمي جيار.. وهي أسماء كان لها ثقلها في فترة ما من حياة الحزب. وقال أحد أعضاء المكتب السياسي فضل عدم الكشف عن هويته ل"الشروق"، لقد "فاجأنا الأمين العام بإضافة ثلاثة أعضاء جدد للمكتب السياسي، وأكد لنا، أنهم سيباشرون العمل معنا"، وسئل عن خلفيات هذا القرار، فقال إنه يجهل حيثيات ذلك. أما الصادق بوقطاية عضو المكتب السياسي والمكلف بالإعلام بالحزب، فاعتبر القرار من صلاحيات الأمين العام للحزب. وتنص منظومة الحزب القانونية على أحقية الأمين العام في اقتراح أعضاء جدد لشغل عضوية المكتب السياسي، غير أن ذلك يبقى مرهونا بحصولهم على تزكية أعضاء اللجنة المركزية، المرتقب انعقادها في نهاية الشهر المقبل. غير أن اللافت في الأمر، هو أن أعضاء المكتب السياسي الجدد بدأوا العمل غداة تعيينهم (أي الجمعة)، وقبل نيلهم تزكية اللجنة المركزية، وهو ما يطرح التساؤل حول شرعية خطوة من هذا القبيل. ولا تزال خلفيات هذا القرار غير واضحة، غير أن ما هو معروف، هو أن علاقة الأمين العام بالعديد من أعضاء المكتب السياسي ال16 (بعد استقالة حسين خلدون) المعينين في عهد الأمين العام السابق، عمار سعداني، ليست على ما يرام، منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة. فقد شهدت اجتماعات هذه الهيئة برودة بين بعض أعضائها وولد عباس، بسبب عدم إشراكهم في إعداد القوائم، ولا تزال العبارة التي قالها خليفة سعداني لبعض أعضاء هذه الهيئة الذين رفضوا تهميشهم شاهدة: "لا بصمة فوق بصمة الرئيس"، وهي العبارة التي تم ابتلاعها من قبل أعضاء المكتب السياسي على مضض، لأنهم كانوا على علم بأن رئيس الحزب، لم يكن له أي دور في إعداد القوائم، وهو ما يرجح تنشيط هذه الهيئة، من جهة، وإحداث التوازن المطلوب فيها، من جهة أخرى. ويوجد الكثير من أعضاء المكتب السياسي في "استقالة غير رسمية"، فقد أسر لنا أحدهم أنه لم يشارك إطلاقا في التحضير للانتخابات التشريعية، وقال "لقد تركنا لهم الحزب.. لقد أصبحنا غرباء ونحن في هيئة قيادية بمستوى المكتب السياسي". غير أن العودة لعلاقة الثلاثة المعينين بالأمين العام السابق، يمكن أن تساعد على فهم بعض حيثيات هذا التعيين. وإذا كانت علاقة كل من شلغوم وجيار بعمار سعداني لم تكن سيئة، إلا أن علاقة الطاهر خاوة بسعداني كانت أكثر من متوترة، وفي هذا الصدد، يشاع بأن أمين عام الأفلان السابق، كان سببا في إبعاد وزير العلاقات مع البرلمان من الحكومة، قبل أن يعود إليها في حكومة عبد المجيد تبون، والسبب كما هو معلوم هو السجال الإعلامي الذي وقع بين الرجلين.