ردت الجزائر على الابتزاز الإسباني الواضح لدفعها إلى تسريح واردات الخزف والسيراميك الإسباني المجمدة منذ مطلع العام الجاري، حيث رفضت زيارة وفد من المسؤولين والصناعيين الإسبان إلى الجزائر للغرض ذاته، وهذا بعد محاولة الطرف الإسباني ابتزاز الجزائر من خلال مقايضة الغاز المصدر باستيراد الخزف والسيراميك الإسباني. ووفق صحيفة "إل موندو" الإسبانية، فإن رئيس مجلس هيئة خينيراليتات فالنسيانا، خيمو بويغ، قد أعلن بشكل غير مباشر عن عدم تمكنه من زيارة الجزائر لإيجاد حل لتوقف صادرات الإقليم من الخزف والسيراميك نحوها مثلما وسبق وأعلن عنه. ومن خلال تصريح المسؤول الإسباني اتضح أن هناك رفضا جزائريا لزيارة الوفد الإسباني للجزائر، وقال بخصوص ذات الزيارة التي كانت مقررة "أنا جد قلق بخصوص هذه الزيارة.... نحن بصدد الحديث مع السلطات الجزائرية من أجل التوصل إلى اتفاق بعقد لقاء والقيام بزيارة في وقت يكون مناسبا". وبعد أن مارس رئيس ذات الهيئة ضغوطا على سفيرة الجزائر بمدريد طاوس فروخي، وتلويحه بورقة الغاز الجزائري مقابل الخزف والسيراميك الإسباني، تدارك المتحدث الأمر وقال "نحن لا نريد المواجهة مع السلطات الجزائر، نحن فقط نريد حلا لقضية تجميد وارداتها من الخزف والسيراميك". وأضاف "بلغت شخصيا انشغالنا وانشغال شركات الإقليم الناشطة في مجال الخزف...الجزائر تبقى سوقا هاما لشركاتنا رغم أن المسار الذي انتهجه هذا البلد يبدو صعبا". وكان ذات المسؤول قد وجه رسالة إلى سفيرة الجزائر بمدريد طاوس فروخي طالب فيها الحكومة الجزائرية بإعادة تقييم موقفها بخصوص وارداتها من الخزف والسيراميك الإسباني. وذكر ذات المسؤول في رسالته للسفيرة فروخي أن قطاع صناعة السيراميك في كاستيون تستورد سنويا ما قيمته 700 مليون أورو من الغاز الجزائري، مشيرا إلى أن هذا الاستهلاك يدر مداخيل معتبرة على هذا البلد المغاربي.