كشفت نتائج الإحصاء الوطني الخامس للسكان والإسكان، عن قرابة السبعة ملايين وحدة سكنية عبر الوطن، فيما قدر عدد الساكنين الشاغلين لها ب خمسة ملايين و 244 ألف نسمة، مما يعني أن عدد السكنات الشاغرة أو المهجورة عبر الوطن يقدر بأكثر من مليون ونصف المليون وحدة سكنية. * * "لن يكون هناك ريف في الجزائر بعد عشر سنوات" * * وبعيدا عن لغة الأرقام، قيم بعض علماء الإجتماع نتائج الإحصاء الخامس للسكان من زاوية التقسيم الجغرافي بتواجد أكثر من 29 مليون جزائري داخل المدن، بأنه دليل على تسارع وتيرة زحف السكان نحو المدينة، وبأنه أصبح خطرا حقيقيا، يهدد البنية الديمغرافية للمجتمع الجزائري. * وفي هذا المجال أكد المختص والأستاذ جمال بن مسعود أن نسبة النزوح التي ارتفعت خلال العشر سنوات الأخيرة، لو استمر الوضع على ما هو عليه بعشر سنوات أخرى، فلن يكون هناك ريف داخل الجزائر، إذ تشير بيانات الإحصاء الوطني الخامس للسكان والإسكان، فمن مجموع خمسة ملايين و 776 ألف و441 أسرة، يتفرع ما نسبته 71 بالمائة على المناطق الحضرية، سواء الرئيسية أو المبعثرة منها، أي بتعداد 29 مليون نسمة من مجموع 34.8 مليون منهم فقط خمسة ملايين، مقيم داخل الريف الجزائري. * نتائج الإحصاء الخامس كشفت أيضا عن تغلغل سكان البدو الرحل عبر 44 ولاية بما فيها العاصمة، 15 فردا، وأصبح هؤلاء يتوزعون عبر عديد المدن الساحلية، كوهران ب 96، عنابة 234، سكيكدة 64، بجاية 16، فيما تبقى كل من ولايات تسجل تواجد البدو الرحل بأعداد تفوق 10 آلاف مثل: الجلفة ب 58 ألفا و 35 الفا، واد سوف ب 30 ألفا و189، النعامة ب 15 ألفا. * وكشفت نتائج الإحصاء الخامس عن أربع ولايات لا وجود فيها لأسر البدو الرحل وهي كل من: تيزي وزو، جيجل، بومرداس، تيبازة، وعلق الأستاذ المختص جمال بن مسعود، على هذه النتائج قائلا: هو الآخر مؤشر على زحف ما يعرف بالبدو الرحل على المناطق الساحلية بحثا عن الرعي باعتبار أن اغلب هذه الأسر تعيش على تربية الأغنام، وهو أيضا يعكس تغيرا جغرافيا في المناطق التي كانت حكرا على العائلات البدوية، قبل أن تصبح المدن الكبرى على غرار، وهران، سيدي بلعباس، معسكر، البويرة... وجهة لهم. * إلى جانب ذلك تكشف أيضا نتائج أرقام الإحصاء عن تواجد أكثر من مليون ونصف المليون وحدة سكنية، شاغرة أو مهجورة، ويعلق أحد الأساتذة المختصين في علم الإجتماع والديموغرافيا، محمد إبراهيمي أستاذ في جامعة الجزائر، على أنه يعكس احتكار عدد من السكان لأكثر من سكن واحد، مقابل وجود أزمة سكن حقيقية، أما فيما يخص التعليق على الأرقام الإجتماعية وفي مقدمتها نسبة النمو، فأكدت الأخصائية في علم الديموغرافيا والإجتماع السيدة شريفة.س، أن استقرار نسبة الولادات وارتفاع معدل الزواج، ليس دليلا على ارتفاع مستوى معيشة الجزائريين، لأن الواقع والذي لم تأت به أرقام الإحصاء الخامس للسكان، هو غياب أي نتائج حول معيشة ورصد بؤر الفقر داخل المجتمع، وقدرة العائلات على تسديد ثمن لقمة العيش، وهو التساؤل الذي أكد بشأنه الدكتور عبد الحميد، مختص في المحاسبة بمركز الإحصاء، على أنه تم تسطير إستراتيجية مستقبلية سترصد بدقة واقع معيشة أثرياء وفقراء الجزائر.