إهتز حي 8 ماي بمدينة الوادي، مساء الأحد، على وقع جريمة قتل شنعاء، راح ضحيتها الشاب ''عدائكة سليم'' البالغ من العمر 20 سنة، بعد تلقيه عدة طعنات قاتلة، من طرف شقيقه الأصغر، بعد نشوب خلاف روتيني يقع في العادة بين الإخوة لاسيما في فترة المراهقة. إلا أن هذه المرة تطور هذا الخلاف ليصل لحد قيام الأخ الأصغر بحمل السكين ليشفي غليله من تسلط أخيه الأكبر عليه، فحدث ما لم يكن في الحسبان. وقعت الحادث وقع بعد صلاة المغرب، عندما نشب الخلاف بين الشقيقين، الأصغر الذي يبلغ من العمر 16 سنة، يدرس في التعليم المتوسط، أما الضحية فهو طالب ثانوي، وتعود حيثيات الحادث حسب مصدر مطلع، عندما أقدم الضحية وهو الشقيق الأكبر، على منع أخاه الأصغر من الخروج من المنزل، وهو الأمر الذي لم يستسغه الشقيق الأصغر، ليتطور الخلاف لدرجة حادة، أدى بهذا الأخير لحمل سكين متوجها نحو شقيقه، لينهال عليه بطعنات على مستوى الرقبة، لينقل بعدها إلى المستشفى، أين لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. ولم يفق الأخ الأصغر من نوبة غضبه إلا بعد وقوع الكارثة التي هز وقعها مدينة الوادي، لاسيما وأن الشقيقين ينحدران من عائلة عريقة بالمنطقة، ومعروف عليها التسامح وتعتبر من العائلات المحافظة، حيث يعمل أبوهما موظف في قطاع الصحة، كانوا يسكنون في الحي تكسبت بمدينة الوادي، وتنقلوا في السنوات الأخيرة للسكن بحي 8 ماي بذات المدينة، الذي وقعت فيه الجريمة، التي خلفت فراعا رهيبا وجوا من الحزن الذي خيم على جميع أفراد الأسرة وجيران الضحية والجاني اللذين عاشا وترعرعا تحت سقف واحد، ومن شدة وقع الحادث لاذ الجاني بالفرار وتوارى عن الأنظار، ليتم القبض عليه لاحقا، وعلى إثر ذلك فتحت مصالح الأمن تحقيقا معمقا لمعرفة أسباب وملابسات هذه الجريمة الشنعاء. وعرف خبر الجريمة الشنعاء التي لقيت إستنكار واسعا على جميع الأصعدة، منذ الدقائق الأولى من وقوعها، تفاعل منقطع النظير، وراجت العديد من الإشاعات واختلاق لسيناريوات ممزوجة بأخبار حقيقية وأخرى غير صحيحة، حيث لقيت هذه الاخيرة نفي مطلق من طرف أحد المقربين من العائلة، وأكد بأن الضحية والجاني لم يظهر عليها سابقا أي علامات للطيش أو التهور، وأن الحادثة فاجأت الجميع ولم يكن يتوقعها أحد، وتجدر الإشارة أن الكثير من الأسر المحافظة بالمنطقة تفتقر لثقافة الحوار بين الآباء وأبنائهم، وكذا الإخوة فيما بينهم، وهو ما حذر منه عدد من أطباء قبل سنوات حين استشرت ظاهرة الانتحار بشكل لافت للانتباه، أين تمت مكافحتها بحملات التوعية.